قرأتُ بالعدد رقم 14812 يوم الخميس 8 جمادى الآخرة لعام 1434ه خبراً بعنوان (طلبهم بتغليب قيم الأمانة والعدل والحق.. وزير العمل يدعو مفتشي الوزارة إلى عدم تصعيد الأخطاء) بالصفحة رقم 19. ومضمون الخبر أن وزير العمل المهندس عادل فقيه دعا مفتشي الوزارة إلى عدم تصيُّد الأخطاء وتغليب قيم الأمانة والعدل والحق أثناء تأدية عملهم. جاء ذلك خلال تأدية عدد من المفتشين القَسم أمام الوزير. وتحدث الوزير خلال كلمته أمام المفتشين عن التحديات التي من الممكن أن تقابلهم وتؤثر سلباً في أدائهم.. إلخ. وهنا نشكر وزير العمل المهندس عادل فقيه على هذا التوجيه وهذه التوصية لمفتشي العمل، في الوقت الذي ندعو فيه إخواننا مفتشي العمل إلى أن يتقوا الله في أعمالهم، وأن يضعوا مخافة الله في أداء الأعمال التي توكل إليهم من قِبل رؤسائهم، وكذلك عدم تصيد الأخطاء، وأن تكون أعمالهم الميدانية هدفها إصلاح الأخطاء الموجودة، وأن يجيد المفتش فن التعامل مع الآخرين، وأن يتحلى المفتش بالصبر وطول البال وسعة الصدر، وأن يكون بشوشاً في لقاءاته مع الناس، وأن تكون أخلاقه تعكس سماحة الدين الإسلامي الذي يدعو إلى التسامح والمحبة والإخوّة والتكاتف والتعاضد مع بعضنا البعض. معالي وزير العمل.. إن رسالة مفتش العمل رسالة سامية، وتقع على كاهل المفتش مسؤولية كبيرة؛ فهو المحرك الأساسي لجزء من أعمال الوزارة ومكاتب العمل، وكذلك يعتبر المفتش الأساس في تقديم العديد من الخدمات التي يحتاج إليها مراجعو مكاتب العمل؛ لذلك كنا نتمنى من الوزارة ألا يقتصر دورها على توجيه توصية لمفتشي العمل عبر لقاء يتم ما بين المسؤولين والمفتشين بقدر ما نحتاج من الوزارة إلى مراقبة أداء المفتشين عبر لجان تتولى التأكد من إجادة المفتش أداء عمله بالشكل المطلوب. كنا نتمنى من الوزارة أن تخصص جائزة تمنح للمفتش المخلص والمتميز في أداء عمله وفق آلية مقننة. كنا نتمنى من الوزارة أن توضح لنا في بيان عبر وسائل الإعلام دور مفتشي العمل والمهام الموكلة إليهم. كنا نتمنى من الوزارة أن توصي مديري مكاتب العمل بالعمل على حل الإشكاليات والقضايا كافة التي تتلقاها من المراجعين عن مفتشي العمل. كنا نتمنى من الوزارة أن تدعو مديري مكاتب العمل إلى مراقبة أداء المفتشين ومعاقبة أي مفتش يثبت استغلاله للسلطة، أو يقوم بتصيد الأخطاء. كنا نتمنى من الوزارة أن توضح لنا في بيان عبر وسائل الإعلام هل هناك عقوبات صدرت بحق مفتشين خانوا الأمانة، وثبت تصيدهم للأخطاء؟ كنا نتمنى من الوزارة أن تنشر لنا الإنجازات والتقارير التي أداها مفتشو العمل خلال الفترة الماضية. كنا نتمنى من الوزارة أن توضح لنا الفرق بين مفتشي العمل وباحث الاستقدام ومحقق القضايا، مع العلم أن كلاهما يقوم بدور التفتيش. كنا نتمنى من الوزارة أن تبيّن لنا حدود وصلاحيات مفتشي العمل، وأن تنشئ لجاناً في مكاتب العمل تقوم بمعالجة القضايا والمخالفات العمالية بالطرق الودية، وأن تحث مفتشي العمل على العمل نحو معالجة القضايا المضبوطة، وأن يكون هدف المفتش الإصلاح لا التشفي والانتقام. كنا نتمنى من الوزارة أن تعقد ورش عمل، تجمع فيها مفتشي العمل وأصحاب المنشأة الخاصة بهدف مناقشة السلبيات التي تُظهر المفتشين، والعمل على حلها وتلافيها وفق حوار عملي مقنن، يهدف إلى الارتقاء بعمل مفتشي العمل، وأن يكون هناك تعاون فعّال بين مفتشي العمل ومفتشي الجهات الحكومية الأخرى، وألا تسمح لأي جهة حكومية بالتدخل في أعمال مفتشي العمل. أخيراً، هل تسعى الوزارة يوماً ما لعمل استفتاء عام لأصحاب المنشآت والقطاع الخاص وكذلك للمواطنين لمعرفة رأيهم حول أداء مفتشي العمل، أم تكتفي الوزارة بالتقارير الواردة من مديري مكاتب العمل عن أداء المفتشين؟ تحية لوزارة العمل التي تسعى إلى الارتقاء بمستوى خدماتها، ونسأل الله أن يوفِّق مفتشي وزارة العمل. خالد سعيد المدني - المدينة المنورة