قبل أن نتكلم ونتعرّف على هذه الفراشة ودورها في المكافحة الحيوية نريد أولاً أن نتعرَّف على مفهوم المكافحة الحيوية. يعتبر اصطلاح المكافحة الحيوية عن استخدام الأسمدة العضوية والمبيدات الحيوية والمستخلصات النباتية واستخدام سلالات مقاومة وتطبيق دورات زراعية وذلك لزيادة قدرة النبات على المقاومة كتعبير شامل أو ما تُسمى بالمكافحة المتكاملة. أما في هذا المقال فهو يختص باستخدام الأحياء الطبيعية في مقاومة الآفات الحشرية والمرضية بمعنى استخدام المفترسات أو المتطفلات والمسببات المرضية ضد الحشرات واستخدام المضادات ضد الفطريات. لذا ممكن أن نعرف المكافحة الحيوية على أنها هي فعل الكائنات الحيَّة (الأعداء الطبيعية) للتقليل من كثافة أعداد الكائنات الحيوانية والنباتية الضارة (الآفات) إلى ما دون حد الضرر الاقتصادي. وتنقسم كما ذكر سابقاً إلى ثلاثة أقسام: - المفترسات - الطفيليات - المسببات المرضية كل هذه الأقسام تعتمد في تربيتها وتكاثرها على ما يُسمى بالعائل؛ فالبعض منها يعتمد على عائل واحد أي صنف واحد وهو المتخصص والبعض الآخر يعتمد على عدة عوائل أو أنواع وهذا يطلق عليه الشامل أو العام، وتمتاز المكافحة الحيوية بأنها: 1. آمنة لا تضر بالإنسان والبيئة. 2. مستديمة، حيث تتكاثر أعدادها طبيعياً. 3. اقتصادية، رخيصة التكاليف مقارنة بطرق المكافحة الأخرى. 4. سهلة التطبيق والتنفيذ ولا تحتاج إلا لعدد محدود من العاملين. فراشه البحر الأبيض المتوسط (فراشه الطحين) Ephestia Kuehniella تنتمي هذه الفراشة إلى رتبة حرشفية الأجنحة ولها دور مهم وفعَّال في المكافحة الحيوية، حيث تدخل في تربية وإنتاج الطفيليات والمفترسات بمختلف أنواعها، تصنف هذه الحشرة من الحشرات الضارة (الآفات) التي تضر بالحبوب المخزونة تأثيراً واضحاً، حيث تستغل وجود نواتج الحصاد من محاصيل الحبوب في المستودعات والمخازن مع توفر الظروف البيئية الملائمة في التغذية عليها وإكمال دورة حياتها فيها. كما تتغذى يرقات الحشرة على الدقيق ومنتجاته والفواكه المجففة والمسكرة والحبوب المجروشة وتنسج خلالها أنفاقاً متماسكة الأجزاء تنتشر فيه. والحشرة عبارة عن فراشة رمادية اللون يبلغ طول أجنحتها الأمامية 21 مم وعليها خطوط عرضية متعرجة وأجنحتها الخلفية بيضاء مسمرة عليها أهداب كثيفة على حافتيها (صورة رقم1) دورة حياتها: تضع الأنثى بيضاً صغيراً أبيض اللون على الدقيق والجريش أو السميد وتفقس البيض بعد 21 يوماً تقريباً على درجة حرارة من 25 إلى 27 يرقات صغيرة تبلغ طولها عند تمام نموها نصف بوصة، ولونها أبيض قرنفلي ويوجد بقع سمراء على جسمها وتنسج اليرقة الكاملة النمو شرنقة حريرية تتحول داخل اليرقات إلى عذراء وتخرج الفراشات بعد 8-9 أسابيع. صورة ليرقة فراشة البحر الأبيض المتوسط (صورة رقم 2) على الرغم من أن هذه الحشرة تصنف من الحشرات الضارة إلا أن لها دوراً كبيراً في المكافحة الحيوية، حيث تستخدم بيضوها ويرقاتها في الإكثار الطفيليات البيضية كما هو الحال في طفيل الترايكوجراما أو كثار الطفيليات اليرقية كما هو الحال في طفيل البراكون كما يستخدم البيض (بيض العائل) في تغذية وإكثار المفترسات كما هو الحال في مفترس (النيزيديكورس) ويتم إكثاره معملياً بطرق بسيطة وسهلة. تربية فراشة الحبوب يتم تربية فراشة الحبوب معملياً على حبوب القمح وذلك في أقفاص خاصة مصنَّعة من الألمونيوم محكمة الغلق ومتصلة من أسفل بقمع من البلاستيك أو الألمونيوم ينتهي بإناء لجمع الفراشات، يوضع داخل هذه الأقفاص إطارات (براويز) من الكرتون أو البلاستك المغلف بالسلك يتسع كل منها إلى 6 كجم من القمح. توضع داخل القفاص على درجة حرارة 27 درجه مئوية ورطوبة 70 إلى 80 وتبقى فيها حتى اكتمال دورة حياتها تنقل الأقفاص إلى صندوق التزاوج الذي بدوره يتم جمع البيض بصورة يومية وتخزينها في درجه حرارة 10 درجات مئوية داخل حافظات أو ثلاجات لحين استخدامها مرة أخرى في إعادة تربية الفراشة مرة أخرى أو استخدامها في تربية الطفيليات البيضية كما هو الحال في طفيل الترايكوجراما ولكن يستخدم في هذه الحالة بيض غير مخضب حتى لا يتم فقسه أثناء التربية فتخرج اليرقات وتصبح مصدراً لقتل الطفيليات داخل أنابيب التربية لذا يتم وضع البيض في أجهزة التعقيم لمدة 4 دقائق لقتل الجنين داخل البيض ويصبح غير قادر على التفقيس ويمكن استخدامه في التربية مرة أخرى. يمتاز هذا النوع من الفراشات خصوصاً في التربية بالتالي: - سهولة تربيتها داخل المعامل. - سهولة التعامل معها وسرعة دورة حياتها. - لها مدى واسع من العوائل الطفيلية. رئيس قسم الوقاية والمكافحة الحيوية - مركز أبحاث الزراعة العضوية بالقصيم