أنهى الأهلي موسم النصر رسميا وأعلن نفسه أول المتأهلين لنصف نهائي كأس الملك للأبطال بعد أن كرر انتصاره ذهابا «3-1» في لقاء الإياب الذي جرى على ملعب الملك فهد الدولي مساء أمس مواصلا رحلة الدفاع عن اللقب الذي حققه في النسختين الأخيرتين. ولعب البرازيلي سيزار دور مهندس الانتصار ولاعب الفرق عندما سجل في الدقيقة 36 وصنع للحوسني وبالامينو في الدقائق 66 و71، في حين جاء هدف النصر الوحيد من قدم محمد السهلاوي في الدقيقة 34، بعد مباراة كان الأهلي في قمة الحضور وأثبت أفضليته في التأهل. النصر لم يقدم مهر العودة أمام جماهيره، وظهر الفريق بعيدا عن التركيز في الشوط الأول، وانهار بعد تسجيل الأهلي لهدفه الثاني بمساهمة مباشرة من خبراء الفريق الذين خذلوا الفريق «كالعادة» في المواعيد الكبيرة وأثبتوا الحاجة لتجديد الدماء بعناصر شابة إذا أراد صانع القرار عودة حقيقية في الموسم المقبل. أدار المباراة الحكم صالح الهذلول الذي كان أحد نجوم اللقاء، وساعده الفقيهي والعبكري والأخير ألغت رايته هدفا للأهلي بداعي التسلل، وآخر للنصر تحوم حول صحة القرار الشكوك. دلف مدرب النصر المباراة بنفس تشكيلة الفريق في الشوط الثاني من لقاء الذهاب، وكذلك فعل مدرب الأهلي، وبعكس ما كان منتظراً أن يبادر النصر بالهجوم في الشوط الأول كان الأهلي هو الحاضر، واستطاع بقيادة البرازيلي برونو سيزار السيطرة على منطقة الوسط وتشكيل التهديدات التي أعلنها بيسارية في الدقيقة الثانية تحولت غلى ضربة ركنية، كما رسم الطريق للجاسم في الدقيقة 7، بيد أن الأخير سدد بعيدا عن المرمى النصراوي. انتظر أصحاب الأرض حتى الدقيقة 9 ليعلنوا التهديد الأول لمرمى ياسر المسيليم بتسديدة من البرازيلي باستوس مرت بجانب القائم، بيد أنها لم تكن كافية ليتحول النصر للهجوم، حيث استمر الأهلي ممسكا بالأفضلية وشكلت الكرات الثابتة التي وقع فيها لاعبو النصر بالقرب من مرماهم خطرا دائما في كل مرة يقف سيزار خلف التنفيذ. وكاد النجم البرازيلي يخطف هدف التقدم للأهلي في الدقيقة 11 من ثابتة أطلقها بيد أن العنزي أنقذ الموقف الصعب، وبعد ثماني دقائق عاد السيناريو نفسه بين سيزار وحارس النصر، وأنقذت الراية الصحيحة للحكم المساعد محمد العبكري النصر من التأخر في الدقيقة 25 عندما رصد تسلل الكولومبي بالامينو ليلغي الحكم هدفا من ثابتة لسيزار تنفس معها النصراويون الصعداء رغم حالة الضغط التي أفقدت الفريق التركيز ،حيث لم تظهر لمسات محمد نور في الوسط واستطاع الأهلاويون إخراج ثنائي الهجوم السهلاوي والراهب من صندوق العمليات. مرة أخرى حمل باستوس مشعل اللقطات الساخنة القليلة للنصر من خلال قذيفة هائلة وقف لها الحارس الأهلاوي في الدقيقة 28. فرحة النصر لم تكتمل في الربع الساعة الأخير تحسن أداء النصر قليلا ليتمكن في الدقيقة 34 محمد السهلاوي من تسجيل هدف التقدم بعد منظومة جماعية وضع في نهايتها باستوس السهلاوي في وضع الانفراد ليقوم الأخير بالمهمة واضعا فريقه في المقدمة. لم تكتمل فرحة النصر، حيث استطاع الأهلي بعد دقيقتين العودة من خلال ثابتة تسبب فيها عبدالغني ونفذها بقوة وإحكام سيزار على يمين حارس النصر معيدا الأهلي للأفضلية ومصعبا المهمة على الفريق النصراوي وفارضا نهاية الشوط الأول بالتعادل «1-1» على مستوى النتيجة وأفضلية فنية للضيوف. هاجم النصر بعد الاستراحة بقوة، واستطاع الراهب المرور من بلغيث في الدقيقة 46 بيد أنه لم يحسن النهاية بإرسال الكرة ليد حارس الأهلي، وبعد دقيقتين تبادل السهلاوي وعوض خميس ثنائية انتهت بتسديدة للأول فوق العارضة، كما مرت فرصة لباستوس دون متابعة في الدقيقة 54. تدخل المدربان كارينيو واليكس في الدقيقة 54، حيث أدخل الأول مهاجمه اليوناني بدلا من عوض خميس لصالح الهجوم، ودفع الثاني بوليد باخشوين بدلا من معتز الموسى لإعادة التماسك للوسط. الحوسني وبالامينو يعيدان الثلاثة تحولت المباراة تكتيكيا، لهجوم يفتقد التركيز من جانب النصر وهجمات مضادة مركزه يقودها الجاسم وبرونو من جانب الأهلي، واستطاع الأخير استثمار الوضع ليضيف هدفه الثاني عبر المتخصص الحوسني الذي استثمر تمريرة رائعة من سيزار وضعته في المواجهة مع العنزي عند الدقيقة 66 ويضيف لرصيده الشخصي هدفا ثالثا على مستوى المواجهتين، ومرة أخرى تدخل العبكري ليلغي هدفا هذه المرة سجله باستوس بعد هدف الأهلي بدقيقتين بداعي تسلل مشكوك في صحته! التدخل الجديد لمدرب النصر كان بسحب محمد نور وباستوس دفعة واحدة وإدخال أيمن فتيني وسعود حمود، لكن قوة الأهلي التي ظهرت على أرض الواقع أعادت نتيجة الذهاب بهدف ثالث حمل توقيع بالامينو بعد كرة ثابتة نفذها سيزار في الدقيقة 71، في حين لم تضِف تغييرات كارينيو جديدا على فريقه وخاصة دخول سعود حمود. أطمأن مدرب الأهلي للنتيجة فأخرج الحوسني في الدقيقة 74 وأدخل بدر الخميس الذي كاد يضيف هدفا رابعا بعد دخوله بدقيقتين لولا تعاطف القائم مع حارس النصر، كما أخرج الجاسم في الدقيقة 80 وأدخل مصطفى بصاص. فريق النصر افتقد التركيز وبدأ يفقد قواه، فيما نجا قائده عبدالغني من الطرد في الدقيقة 83 بعد تدخله الخشن ضد برونو سيزار في لقطة لانفراط الأعصاب تكررت ثانية في لقطات أخرى من الزمن الأخير للمباراة التي سارت حتى النهاية لصالح الأهلي لينتقل رسميا لنصف النهائي عن جدارة مواصلا رحلة الدفاع عن اللقب الكبير.