ثمانية أعوام مضت على تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في هذه البلاد الطاهرة، وحفلت تلك الأعوام بالإنجازات الضخمة والعطاءات السخية والقرارات الصائبة والتنمية المستمرة على الصعيدين الداخلي والخارجي فكان -حفظه الله- حريصاً كل الحرص على رفاهية مواطنيه رغم ما يعصف بالعالم من أزمات واضطرابات وكان -حفظه الله- هاجسه الأول والأخير خدمة مواطنيه في شتى المجالات وتخفيف أعبائهم المادية، وهذا ما فعله -حفظه الله- خلال تلك الأعوام الثمانية الماضية، فبأفعاله ملك قلوب مواطنيه. إن ما استطاع خادم الحرمين الشريفين إنجازه خلال ثماني سنوات فقط بات يمثل إعجازاً، ففيما يتعلق بالصعيد الداخلي كان وما يزال أكثر ما يميز الملك عبدالله رؤيته الإستراتيجية لقضايا الوطن، وفي مقدمتها بناء قدرات بشرية متطورة قادرة على الحفاظ على مقدرات الوطن، من خلال منظومة متكاملة، قوامها الإنسان المؤهل علمياً، مع استشراف مجمل لمتطلبات المواطن المستقبلية وضرورة الأخذ بالأسباب الكاملة لتحقيقها. ومن ثم تميزت التجربة السعودية في السعي نحو تحقيق الأهداف التنموية في الوصول إلى الأهداف المرسومة قبل برنامجها الزمني، وجعل الأهداف التنموية جزءاً من الخطاب التنموي والسياسات المرحلية وبعيدة المدى للمملكة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والتي تشكل في مجملها إنجازات جليلة، تميزت حركة التنمية بالشمولية والتكامل في بناء الوطن ومقدراته، الأمر الذي أسهم في أن يضع المملكة كرقم جديد في خارطة دول العالم المتقدمة. وعلى الصعيد السياسي تميزت سياسة المملكة بالاعتدال والاتزان والحكمة وبعد النظر على كل الصعد حيث عملت المملكة على خدمة الإسلام والمسلمين ونصرتهم ومد يد العون والدعم لهم في ظل نظرة متوازنة ومقتضيات العصر وظروف المجتمع الدولي وفق أسس العلاقات الدولية المرعية المعمول بها بين دول العالم كافة منطلقة من القاعدة الأساسية للعقيدة الإسلامية، ولقد تميزت السياسة الخارجية للمملكة وأكدت وما تزال تتبنى الشفافية في التعامل مع كل القضايا على نهج واضح. وفي إطار الأعمال الإنسانية للمملكة العربية السعودية يحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رعاه الله- على أن تكون المملكة سباقة في مد يد العون لنجدة أشقائها في كل القارات في أوقات الكوارث التي تلم بهم، إن ثماني سنوات قصيرة في عمر الدول قياساً بما أنجز من مشروعات وما عم من نماء وعطاء قدمه الملك عبدالله بن عبدالعزيز لشعبه -حفظه الله- إنما هي عزيمة الرجال العظماء بما تحمله من مسؤولية تاريخية، وهؤلاء يبنون ولا يهدمون والتاريخ سوف يسطر هذه الإنجازات بأحرف من ذهب. لقد جعل المملكة العربية السعودية واحة أمن عمتها التنمية في كل حواضرها وشهد لها العالم أجمع، وتأتي هذه المناسبة الثامنه لتزيدنا ولاء مجددين البيعة رافعين أكف الدعاء لله أن يحفظ الملك عبدالله قائداً وزعيماً ملهما ًوعوناً على إحقاق الحق وشجاعاً في كل المواقف يخدم شعبه، ولا يخشى في قول كلمة الحق لومة لائم يعينه في ذلك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين مجددين الولاء والسمع والطاعة وفاءً للقيادة الصادقة والمخلصة لخدمة الدين والوطن والأمة فهذه ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -وفقه الله وألبسه ثوب الصحة والعافية- تمر علينا كل سنة بجديد رائع من الإنجازات والعطاءات المتدفقة كالنهر الجاري نرجو الله عز وجل أن تمر هذه الذكرى سنين عديدة والجميع يرفل بالصحة والأمن والرفاهية في ظل هذه القيادة الحكيمة الراشدة ومن عطاء إلى عطاء لما فيه خير هذه الشريعة الإسلامية ومليكنا المحبوب والوطن الغالي. رئيس مركز الدغيمية