يتهامس الناس بخوف شديد ويتحدثون عن فيروس ال «كورونا» الذي خطف أرواح بعض المواطنين في الأحساء، ولا يُعرف إن كان قد مَرَّ بأماكن أخرى وخطف في طريقه أرواحاً لم يُبَلَّغ عنها؛ فالفيروس غامض ومجهول إلى حدٍ كبير وفق ما ذكره بعض المختصين ونشرته الصحافة المحلية. أكثر ما يخيف هو ما ذكره مصدر طبي لجريدة الحياة عندما قال إن «طرق العدوى بين البشر المصابين بهذا الفيروس غير معروفة» وأنه «لا يوجد لقاح لفيروس كورونا حالياً، كما لا يوجد علاج محدد للمرض». نحن نتحدث عن فيروس قاتل تسبب في وفاة عدة أشخاص خلال فترة زمنية قصيرة جداً، وهناك آخرون يتلقون العلاج في المستشفيات، ولكن لا أحد يعرف عن هذا الفيروس إلا القليل من المعلومات. إن حساسية الناس للإشاعات بالغة عندما يتم الإعلان عن أوبئة أو حالات مرضية جديدة. ولازلنا نتذكر ما حدث عندما ضربت «أنفلونزا الطيور» و»أنفلونزا الخنازير» وغيرهما عدة أماكن من العالم، فقد حبس العالم أنفاسه وصار الناس يتابعون أخبار العدوى لحظة بلحظة عبر نشرات الأخبار العاجلة المباشرة كلما تم الإعلان عن حالة جديدة في الصين أو أوروبا أو أمريكا اللاتينية أو أي مكان في العالم. هذا الخوف طبيعي لأن الناس أمام عدو مجهول. لكن الإشاعات أرعبت الناس بما يفوق مستوى الخطر الحقيقي أحياناً، وخصوصاً في بدايات اندلاع الوباء. وسبب ذلك هو قلة المعلومات مما فتح المجال للمتخصص وغير المتخصص للحديث عن المرض. وقد بدأ الناس عندنا مؤخراً في تداول معلومات عبر ال»واتس أب» ورسائل الجوال SMS وغيرها عن خطورة فيروس كورونا وما يشكله من تهديد لحياة الأشخاص الذين يصابون به. ولكن لا أحد يعلم ما مدى مصداقية ما تحمله تلك الرسائل والتنبيهات من معلومات، فإذا كانت المعلومات المتداولة دقيقة حقاً وخصوصاً ما يتعلق بخطورة وفداحة المرض وسرعة فتكه بضحاياه فنحن أمام مشكلة كبيرة جداً، وعلى الجهات المختصة بوزارة الصحة أن تبادر إلى إطلاق حملة توعوية عن فيروس الكورونا وأفضل طريقة للتعامل مع المخاطر المحتملة من التقاط العدوى وذلك بالتعاون مع الجهات الإعلامية وفي مقدمتها وزارة الثقافة والإعلام. حتى الآن لا توجد جهود واضحة من أي جهة لتوعية الناس، وإن كان ثمة جهود فهي قليلة ولا تصل إلى الناس بشكل كاف. وكمواطن، أتطلع إلى سماع أي معلومة أو توجيه من وزارة الصحة حول فيروس كورونا وما هو المطلوب من المواطن في هذا الوقت للتصرف إزاء حالات الإصابة بفيروس الكورونا، وأعتقد أن أهل الأحساء هم الآن الأكثر حرصاً على سماع توجيهات وزارة الصحة. وإذا كانت المعلومات المتداولة غير صحيحة أو تنطوي على مبالغات، فياليت وزارة الصحة - مشكورةً - أن تهدئ من روع الخائفين وتخبرنا بالحقيقة. [email protected] ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض