سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المملكة تحولت إلى رقم صعب في كافة المجالات التنموية بفكر وجهد خادم الحرمين في حديث ينشر لأول مرة عن الفروسية في وجدان الأمير الراحل بدر بن عبدالعزيز وحصرياً ل( الميدان ):
رحل بدر بن عبدالعزيز عن هذه الدنيا الفانية وبقيت آثاره ومناقبه ومواقفه ومراجله، رحل بدر الفروسية وبقي أثر البسالة واليمن، رحل فقيد الفروسية ورفعت الخيل حدادها الطويل، وهي التي تفتحت على نبله ورعايته ومحبته وإخلاصه. رحل أمير الإنتاج الفارس والشهم والأمير الكريم وبقيت مواقفه في الحفاظ على هذا المخلوق النبيل مصونة ومدعمة ومحروسة. :رحل أحد أضلاع مثلث الفروسية السعودية الذي رسم لها العديد من الركائز الأساسية في بداياتها ونمت وترعرعت ووقفت على قاعدتها الصلبة مرفوعة الهامة ومستدامة العناية . بدر بن عبدالعزيز أحد أشبال المؤسس الفارس الذي تستحضر وأنت بجانبه كل شموخ الماضي وكل إشراقات الحاضر وكل بشريات المستقبل. ما أصعب القلم وهو يخط مداده ليكتب عن بدر الحرس الوطني وبدر الخيل والفروسية وشخصية عظيمة تمتلك تاريخاً طويلاً وشاسعاً من المحطات المضيئة التي غرسها فقيد الوطن. وما أصعب الحديث عن هذا الإنسان الذي حل في محاجر عيوننا وسكن في سويداء قلوبنا وما أصعب هذا الحديث وذلك الكلام وكيف سيطال رجلا بهذه القامة الأكثر نقاء ووفاء وإنسانية كيف الاختصار عن بدر بن عبدالعزيز الذي ضرب أروع الأمثال وأنبل المواقف لوطنه. سنبقى أوفياء للذكرى على قدر ما كان صاحب الذكرى وفياً لكل من يعرفه. رحمة الله عليك يا أبو فهد رحمة واسعة وألهم أهلك وإخوانك وأحبتك وأصدقاءك الصبر والسلوان والله ثم والله إننا بفقدانك يا صاحب الوجه المشرق مفجوعون وعلى فراقك لمحزونون اللهم نقِ الأمير بدر بن عبدالعزيز من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.. اللهم حلله وابحه منذ رحيله وحتى نبعث إليك، اللهم اجمعنا مع بدر بن عبدالعزيز في جنات الخلود الأعلى. في ذلك الزمن الجميل بميدان الملز التاريخي تشرفت بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز عليه شآبيب الرحمة والغفران وكنت أحرص على زيارته داخل عرين اسطبل أبنائه بالملز.. وتكررت زيارتي وسعيت طوال ذلك الزمن الخالد في الذاكرة أن يشرفني بحديث عن الفروسية وذات أمسية مبروكة كنت بصحبة أخي محمد بن سعود الحارثي شقيق المالك عبيد الحارثي رحمه الله.. حيث قمنا بزيارته وكانت تلك الليلة بحضور نجله الأمير طلال بن بدر والمدرب راجح بن محسن القحطاني الذي كان آنذاك مدرباً للإسطبل الأخضر.. وهنا أسترجع تلك الأمسية التي ما تكون أقرب إلى حديث عفوي من لدن سموه رحمه الله.. وكان محور الحديث عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأدواره العظيمة لوطنه ولرياضة الفروسية بشكل أخص. وهنا يشير الفقيد سمو الأمير بدر بن عبدالعزيز رحمه الله إلى أن المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- تحولت بفكر ورؤى وجهود المليك إلى رقم صعب قل مثيله في كافة المجالات التنموية والحياتية والاقتصادية وشملت رياضة الفروسية التي وجدت منه -يحفظه الله- كل التشجيع والتحفيز والرعاية التاريخية التي انطلقت منذ 5 عقود وبقيت رياضة العراقة والأصالة شامخة وعالية الهمم والحديث لبدر الفروسية لترتقي بدعمه ومؤازرته في مصاف الرياضات الكبرى ولتبقى موروثاً مستداماً ورسالة سامية تحمل كل معاني الفروسية قولاً وهدفاً ومحارسة واقعية بعد أن تجسدت فيها كل مضامين الرعاية والريادة التي قل أن نجدها في العالم وكل ذلك لم يكن ليتحقق لولا وجود فارس الخيل وراعيها الأول الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-. المستقبل للإنتاج ولينتقل الحديث عن بعض محاور الخيل والسباقات، حيث أشار سمو الأمير بدر بن عبدالعزيز رحمه الله، والحديث عن خيل الإنتاج بأن قناعاته المترسخة داخل وجدانه تؤكد أن المستقبل يجب أن يكون للإنتاج المحلي فهو إنتاج الوطن وعلى رواد العمل في هذا المجال واجب دعم هذا الإنتاج وتقديم كل عون له ليكون في مستوى الطموحات التي نريدها له. ويضيف -رحمه الله- أن رؤى القائد وراعي الفروسية الأول الملك عبدالله قد أصابت الهدف وهو -يحفظه الله- يخصص كبرى البطولات السعودية (كأس المؤسس) لخيل الإنتاج وهي الخطوة الناجحة التي أعادت وهج الإنتاج الساطع ومجده التليد لكي يحتل المكانة اللائقة بها والذي يتمناه كل المنتسبين لهذه الرياضة العريقة وإنتاجهم يسابق الزمن تطوراً وتطلعاً ومنافسة بل تفوق على الخيل المستوردة. وشدد رحمه الله أنه متى امتلكنا القناعة والرغبة والثقة القوية في إبراز الإنتاج السعودي فإنها ستساعدنا دون شك في بلوغ المرام. نكهة خاصة والحديث ما زال عن خيل الإنتاج التي سكنت فؤاد الفقيد الراحل دعماً وسنداً ومؤازرة بعد أن رصد لها يرحمه الله الجوائز الأفخم التي عرفت بداربي أغلى الهدايا السعودية لما تزخر به من سخاء مادي وثراء معنوي طوال عقود من الزمن. يقول رحمه الله عن الفوائد المعنوية والمادية لخيل الإنتاج لها نكهة خاصة، مشيراً إلى أن من أعظم المشاعر التي يمكن أن تملأ قلوب الملاك والمنتجين بالبهجة رؤية إنتاجهم المحلي وهو يدخل غمار الحياة بعد ولادته ثم يشب رويداً رويداً تحت أنظار ملاكه ليقوى بالتدريج ثم يشارك بالسباقات عند اشتداد عوده، ويؤكد في هذا السياق أنها متعة لا يعرفها إلا اللصيقون بهذه الرياضة وخصوصاً عندما يبدأ في حصد الكؤوس والبطولات، حينها فإن ما صرف على تأهيله يتلاشى أمام عظمة الإنجاز والإحساس بما تم إضافته فعلياً كإسهام في ساحات الفروسية الوطنية. فكرة استباقية رائدة والحديث لا يمل عن صناعة الإنتاج والاستثمار فيها وبتواضعه الجم وامتلاكه العرف والمعرفة العميقة في كل ما يتحدث به رحمه الله عن الإنتاج وتخطي الصعوبات والمعوقات التي قد تواجه المنتج كأن يرى أن إنشاء مزارع جماعية لخيل الإنتاج من قبل المستثمر في هذه الصناعة يمكن أن تحقق نتائج رائعة لكل الأطراف، فعن طريق هذه المزارع يمكن لأصحاب الخيل الاستفادة مما يقدم فيها من فحول مشتركة وخدمات بيطرية وتأهيلية وتتم عبر رسوم اشتراك معقولة لكي يتحقق المردود المادي الجيد للمستثمر في هذا المجال من جهة كما تتنامى الثقة في ضمان جودة نوعية أعلى بتكاليف أقل، مؤكداً -رحمه الله- أن الجهد الفردي تترتب عليه أعباء إضافية عكس الجهد الجماعي الذي يختصر النفقات ويضمن الجودة ويفيد المستثمر. وصول خيل الإنتاج للعالمية توقع -رحمه الله- أن وصول خيل الإنتاج للعالمية يحتاج أولاً إلى الثقة في الإنتاج السعودي وإشراكه بشكل مكثف مع خيل المستورد في عدة سباقات وعلى مدار الموسم وهو ما نجح فيه الإسطبل الأبيض خلال المواسم الماضية ولتبقى شجاعة المشاركة على المستوى الخارجي هي المطلب شريطة أن تتوافر كل الظروف ووجود تلك النوعية القادرة على مقارعة الخيل العالمية. هذه صفات (البطل) من الأمور التي توقف عندها كثيراً وأصابت كبد الحقيقة مسمى إطلاق البعض على صفة (البطل) على كل جواد يحقق كأساً وبطولة، ويرى -رحمه الله- أن إطلاق صفة (بطل) على من يحقق بطولة واحدة أو يكسب سباقاً ما يعتبر تقييماً متسرعاً لصفة (البطل). التي يتم اكتسابها والحديث لسموه عبر محطات متعددة وسباقات متنوعة، ممثلاً ذلك: بالجياد الشهيرة ك(البشر) و(بسيمة) و(طوفان) و(الجارح وجمران وعز الخيل والسكب)، معتبراً صفة (بطل) تطلق على تلك الأسماء ومن يشابهها في إنجازاتها وهي بعد أن صعدت بملاكها منصات التتويج مرات عدة.