يعيش بيننا إخوة وزملاء أعزاء لا نحس بقيمتهم وما يؤدونه من أعمال جليلة إلا عند انتقالهم إلى جوار العلي القدير، فعند تلك اللحظة نشعر بفراغٍ كبيرٍ قد تركه أولئك الذين ينتقلون إلى جوار ربهم في صمتٍ مخلفين وراءهم فراغاً كبيراً، ولا شك أن الموت حق علينا جميعاً، ونحمد الله كثيراً والذي لا يحمد لا مكروه سواه. ومن أولئك الإخوة العزيزين على قلوبنا والذين لا يمكن أن ننساهم، مهما طال الزمن أو قصر، زميلنا المغفور له، بإذن الله تعالى، أحمد بن عويض السلمي، الذي تُوفي يوم الثلاثاء الموافق 16 شهر ربيع الآخر 1434ه وذلك إثر مرضٍ لم يمهله طويلاً، وقد صُلي عليه في جامع الملك خالد، حيث تدافع عدد كبير من الزملاء الإعلاميين ومن مصلحة الجمارك لتوديع زميلهم «السلمي» والترحم عليه والدعاء له بأن يغفر له ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء. لقد اتفق جميع الزملاء بمصلحة الجمارك على حب الزميل «أحمد السلمي» لما تميز به من خلق ٍكريمٍ، وحبٍ لعمل الخير، فضلاً عن تفانيه وإخلاصه في عمله، حتى كنا نشفق عليه كثيراً، لما كان يبذله من جهدٍ وعملٍ مضنٍ، وكان حسن المعشر، ذا وجه طلق، الابتسامة لا تفارق وجهه الصبوح، كان دائماً يسعى لعمل الخير ويحبب الناس فيه ويحث زملاءه على عمله.. كما تميز، رحمه الله، بسرعة البديهة، وبذاكرة قوية، كان كيّساً، فطناً. تفقده لزملائه من وقت لآخر وسؤاله عنهم كانت أحد فضائله وصفاته التي اتصف بها رحمة الله ولم يغفل يوماً عن زيارةِ مريضٍ، أو تشييع جنازة زميل، أو قريب.. كان، رحمه الله، من المحررين الأساسيين في مجلة «الجمارك السعودية» بل كان أحد أعمدة التحرير فيها، ولم يُوكل إليه عمل صحفي إلا وأنجزه بمهنية واحترافية، وآخر عمل صحفي له هو حوار أجراه مع مفوض الجمارك الكورية وتم نشره في العدد الأخير لمجلة « الجمارك السعودية». كما قام رحمة الله بدعوة وسائل الإعلام المختلفة لحضور المنتدى العربي الثالث لمكافحة الغش التجاري والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية الذي تنظمه الجمارك السعودية وتسهيل كافة المهام لهم. لقد ترك الزميل «السلمي» فراغاً كبيراً، كصديقٍ وزميلٍ ومحررٍ يؤدي عمله بكل همةٍ ونشاطٍ، وليس هناك من يستطيع أن يملأ الفراغ الذي خلفه وراءه.. وقد تعلمنا الكثير منه.. فقد كان معيناً لا ينضب، ولساناً لا يكذب، وقلباً بحب الخير ينبض.. ألا رحم الله، الزميل والصديق المغفور له، بإذن الله تعالى، أحمد بن عويض السلمي أسال الله تعالى أن يغفر له ويرحمه ويكرم نزله ويوسع مدخله وأن يجازيه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفرناً.. وأن يغسله بالماء والثلج والبرد وأن ينقيه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.. كما أسأله تعالى أن يبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله.. وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. عبدالله بن صالح الخربوش - مدير عام إدارة العلاقات العامة بمصلحة الجمارك