حمل الانتصار الصعب لغلطة سراي في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على شالكة البصمة الراسخة لمدربه فاتح تريم، وأعاد ذكريات منتخب تركيا الذي لا ييأس عندما كان يتولى تدريبه في نهائيات بطولة أوروبا 2008. وبعد التعادل 1-1 على أرضه في لقاء الذهاب بدور الستة عشر، تأخر غلطة سراي متصدر دوري الدرجة الأولى التركي بهدف ثم رد ليتقدم 2-1 مع نهاية الشوط الأول، وأمضى الشوط الثاني بأكمله وهو يدافع ثم انتزع الانتصار 3-2 في الوقت المحتسب بدل الضائع. ووضع الانتصار الرائع الفريق التركي في دور الثمانية لأول مرة منذ 2001 وبدأ في جني ثمار استثماره الضخم في صانع اللعب الهولندي ويسلي سنايدر ومهاجم ساحل العاج ديدييه دروجبا. ويقود تريم - الذي عمل من قبل مع فيورنتينا وميلانو - غلطة سراي لثالث مرة لكن العرض الذي قدمه فريقه الثلاثاء كان أقرب لذكريات أيامه مع منتخب تركيا وخاصة في بطولة أوروبا 2008. وبعد خسارة أول مباراة في مرحلة المجموعات انطلقت تركيا لتهزم سويسرا التي كانت تتقاسم استضافة البطولة 2-1 ثم عوضت تأخرها بهدفين وسجلت ثلاثة أهداف في ربع ساعة لتهزم جمهورية التشيك 3-2. وكان انتصارها في دور الثمانية على كرواتيا أكثر إثارة إذ تأخرت تركيا بهدف في الدقيقة 29 من الوقت الإضافي وتعادلت على الفور ثم فازت بركلات الترجيح. ودخل غلطة سراي مباراة الثلاثاء عقب خسارته المفاجئة 1 -صفر أمام جينشلربرليجي عندما أهدر دروجبا ركلة جزاء وفشل بوراك يلمظ - الذي سجل الهدف الثاني في مباراة الأمس - في وضع الكرة في الشباك والمرمى مفتوح من ستة أمتار. وكان التناقض كبيراً يوم الثلاثاء، إذ أشرك تريم تشكيلة هجومية في وجود دروجبا ويلمظ وسنايدر في الأمام. وبرصيد ثمانية أهداف يتقاسم يلمظ صدارة قائمة هدافي دوري الأبطال مع كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد. وقال تريم «لعبنا كفريق أوروبي ممتاز في الشوط الأول. لاعبون عرفوا أحياناً بقدراتهم المحدودة في التحرك والتدخل على المنافسين تحولوا في هذه المباراة وقاتلوا من أجل الفريق في الملعب». ورغم أنه لم يسجل إلا أن دروجبا بقدراته البدنية الضخمة كان مصدراً للإلهام فيما لا يزال سنايدر يعاني من أجل الوصول لأفضل مستوى له ويحتاج للتطور من أجل تأهل غلطة سراي للدور قبل النهائي. وفي وسط الملعب تدخل فيليبي ميلو بنجاح على المنافسين وانتزع كرات أكثر من أي لاعب آخر في الملعب. وكان ميلو هو اللاعب المذنفي مشوار البرازيل بكأس العالم 2010 عندما طرد في الهزيمة أمام هولندا بدور الثمانية. ومع توجيه قوته بشكل أكثر إيجابية عن وقت سابق في مسيرته ارتكب ميلو ثلاث مخالفات فقط وتفادى الحصول على إنذار. وعاد غلطة سراي لينال استقبالاً حاراً في مطار أسطنبول وذكرت وكالة الأناضول للأنباء الحكومية أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اتصل بتريم لتهنئته على الانتصار. وقالت صحيفة أقسام في عنوان بصفحتها الرئيسة «روح عام 2000» في إشارة الى العام الذي تغلب فيه غلطة سراي على ارسنال ليحرز لقب كأس الاتحاد الأوروبي. وقال تريم «نحن الآن بين أفضل ثمانية فرق في أوروبا. يجب أن يستمتع كل الأتراك ومشجعي غلطة سراي بهذا النجاح. أود توجيه الشكر الى كل الجماهير التي ضحت وجاءت الى ألمانيا لمشاهدتنا». وأضاف المدرب البالغ عمره 59 عاماً «أريد تهنئة كل اللاعبين. سأعانقهم وأقبلهم جميعاً».