عندما كنا تلاميذ صغاراً ندرس في المرحلة الابتدائية، وفي المرحلة المتوسطة كنا ننتظر الحفل الختامي الذي تقيمه إدارة التعليم بمنطقة القصيم نهاية كل عام دراسي، ننتظره بشوقٍ منقطع النظير، لأن ذلك الحفل ما هو إلا محصلة أنشطة مدارس المنطقة (للبنين) في المراحل الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية. وكانت الاستعدادات تُجرى قبل الحفل بشهرين تقريباً. حيث توزع المهام والفقرات على المدارس المشاركة ويبدأ التلاميذ والطلاب الذين تم اختيارهم للعرض الرياضي ولفرق القسم المخصوص والأشبال والكشافة وللتمثيل، يبدؤون التوجه للمعسكرات عصر كل يوم لإتقان التمرينات والتدريبات والفقرات المعدة على أيدي المعلمين والمدربين المنتدبين لتلك المهام. الجدير بالذكر أن الحفل يقام بعد صلاة العصر مباشرة وينتهي عند غروب الشمس حيث يتم توزيع الجوائز، أما مكان الاحتفال فهو الملعب البلدي الكبير في بريدة المسمى (المطار القديم) حيث تقدم في الحفل كلمات وقصائد وأناشيد وفقرات رياضية يؤديها التلاميذ المدرَبون، كما تقدم فرق الكشافة والقسم المخصوص فقرات وحركات كانوا قد أتقنوها مسبقاً وتدربوا عليها مثل، السباقات والجري والقفز وركوب الخيل والألعاب البهلوانية الفردية والجماعية. وللتمثيل دوره في الحفل الختامي ويكون أمام الجمهور في الهواء الطلق، يحضر الحفل الختامي كل عام أمير المنطقة وأعيانها ورؤساء الدوائر الحكومية وطلاب المدارس وأولياء أمورهم وجمع غفير من المواطنين من مختلف الأعمار الذين يسرون بذلك الحفل ويحرصون على حضوره كل عام. يا لها من ذكريات عطرة وأيام جميلة ما زلنا نتذكرها وهي من الأمس القريب (والذكريات صدى السنين الحاكي) كما يقول أحمد شوقي رحمه الله. واليوم وقد أصبحت أرض المطار القديم فللاً سكنية وأسواقاً تجارية وأصبح للإدارة العامة للتربية والتعليم بالقصيم إستاداً رياضياً كبيراً مجهزاً بجميع التجهيزات تقام فيه المباريات بين المدارس، والحفلات الخاصة بالتربية والتعليم، فهل تقوم الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم بإقامة حفلٍ ختامي لأنشطة المدارس كل عام كما كان يقام في سالف الأعوام؟ بدلاً من أن تقيم كل مدرسة حفلاً محدوداً خاصاً بها. - بريدة