سعادة رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة» المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اطلعنا على المقال المنشور في صحيفتكم بعددها رقم (14734)، الصادر يوم الأربعاء 18 ربيع الأول 1434ه، الموافق 30 يناير 2013م، بعنوان: «الرياض القديمة التي يجب ألا يبقى منها شيء!»، للكاتب الدكتور محمد عبدالله العوين، والذي رأى خلاله أنه لا فائدة أو جدوى من بقاء الأبنية الطينية المتهدمة المتهالكة المقبلة على السقوط في أحياء الرياض القديمة، والتي أصبحت ملجأ لطبقة من الفقراء، أو مخبأ مشبوهاً للعمالة، ومركزاً لممارسات شائنة كتوزيع الخمور والمخدرات!»، معتبراً أن وسط الرياض القديم ذو النكهة التاريخية لا يحمل نكهته ولا يمنح دلالاته، بل يمنح معاني أخرى قد تكون غير سارة ولا مريحة ولا مبهجة. في البداية تعرب الهيئة العامة للسياحة والآثار، عن شكرها للصحيفة والكاتب على الاهتمام بمتابعة الموضوعات المتعلقة بتراث وتاريخ المملكة، والتي تؤكّد على البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية، غير أننا نود أن نوضح بعض النقاط تعقيباً على ما ورد بالمقال، كما يلي: حققت الشراكة القائمة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار، والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وأمانة منطقة الرياض، العديد من الإنجازات في مجال حماية الآثار والتراث في منطقة الرياض، وبخاصة في وسطها القديم، حيث يشكِّل المخطط الإستراتيجي الشامل لمدينة الرياض الذي أعدته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض عام 1424ه، وانتهت من تحديثه عام 1432ه، أرضية مشتركة للجهات العاملة في المدينة التخطيطية منها والتنفيذية. وأثمرت تلك الشراكة مشاريع تراثية وسياحية وبيئية، منها مشروع تطوير حي الظهيرة، ومشروع تطوير حي الدحو، ومتحف التراث العمراني ضمن مشروع مبنى الأمانة الجديد في حي مليحة، إضافة إلى المشاريع المنجزة على أرض الواقع، وفي مقدمتها مشروع تطوير الدرعية التاريخية وحي الطريف المسجل ضمن قائمة التراث العالمي، ومشروع وادي حنيفة، ومشاريع تنمية القرى والبلدات التراثية، وتطوير قصور المربع. وقد أقرّت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض واللجنة التنفيذية العليا للمشاريع والتخطيط لمدينة الرياض التصميم العمراني لتطوير حي الظهيرة القديم في مدينة الرياض، وهو التصميم الذي يهدف إلى تطوير الحي وتحويله إلى موقع سياحي وتراثي وبيئة إنسانية متكاملة للسكن والأنشطة التجارية والاستثمارية والترويحية، حيث تم إقرار البدء في إعداد خطة تنفيذية لبرنامج تطوير حي الظهيرة، إضافة إلى ترسية تنفيذ أعمال مشروع تطوير حي الدحو في مدينة الرياض، والمحافظة عليه وإنعاش الأنشطة المناسبة لطبيعته وتاريخه، وتأهيل المباني التراثية وترميمها وتهيئتها لإعادة استخدامها في أنشطة تحافظ على هويتها العمرانية وعناصر التميز فيها، وتوفر عوامل جذب للزوار مثل إنشاء فندق تراثي، وأنشطة سياحية أخرى كالمطاعم التراثية وعدد من المقاهي والأسواق والحوانيت المخصصة للمنتجات التقليدية والحرف الشعبية، وتشجيع الفعاليات والمهرجانات والأنشطة الجاذبة للزوار وإحياء المنطقة. وتسعى الهيئة من خلال مشاريع تنمية المواقع والأحياء التراثية والتاريخية وتطوير أواسط المدن الذي انطلق فعلياً في عدد من مناطق المملكة ومنها مدينة الرياض، إلى تحقيق الموازنة بين المعاصرة والتطوير العمراني الذي تشهده مناطق المملكة، وبين التمسك بالأصالة والتراث والأنماط المعمارية المرتبطة بالهوية الوطنية، حيث إن الفائدة التي تأملها الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركاؤها من تأهيل هذه المواقع تتجلّى في تعزيز ارتباط المواطنين بمختلف أعمارهم بتاريخ بلادهم ومعايشتهم لمراحل توحيدها، إضافة إلى المساهمة في التنمية السياحية والاقتصادية والثقافية، وتوفير فرص العمل للمواطنين. وإضافة إلى ذلك، تتواصل أعمال التطوير في حي الطريف بالدرعية التاريخية، وهو الموقع الذي تم تسجيله في قائمة التراث العالمي في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وهو الذي يجمع بين المحاور العمرانية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى متطلبات التطوير البيئي لوادي حنيفة الذي يشكل نموذجاً لعمران الواحات. وتم إنجاز مراحل مهمة في برنامج تطوير الدرعية التاريخية، الذي تنفذه الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ومحافظة الدرعية، حيث تم بناء وترميم عدد من البيوت الطينية، وإجراء أعمال تطويرية في عدد من القصور بالموقع مثل قصر سعد بن سعود، وقصر عمر بن سعود، وقصر ثنيان بن سعود، وذلك بهدف إعمار الموقع وتحويله إلى مركز ثقافي سياحي على المستوى الوطني. وفي الختام لا يسعنا إلا أن نشكركم على طرح موضوعات التراث العمراني عبر صفحات جريدتكم، آملين نشر هذا الإيضاح في المكان المناسب. وتقبلوا فائق تحياتي وتقديري ماجد بن علي الشدي - مدير عام الإعلام والعلاقات العامة