إن الاهتمام بالبيئة من حيث الحفاظ عليها وتطويرها من الأمور الأساسية التي تشغل بال المجتمع الانساني المعاصر عامة ورجال التربية والتعليم خاصة، وقد أخذ الكثير يدرك ان تفاعل الانسان مع البيئة الطبيعية وما يترتب على ذلك من مشكلات اقتصادية واجتماعية وانسانية، أمر يستحق العناية سواء على مستوى الدراسات والبحوث أو على مستوى الممارسة العملية وحتى في مناهجنا الدراسية. ولعل مبعث هذا الاهتمام الواضح بالبيئة ادراك الانسان المعاصر خلال تجربته الواقعية ان استخدامه للبيئة الطبيعية عبر العصور المتعاقبة أدى الى صعوبات ومشكلات اقتصادية متزايدة وانه اذا لم يبادر الانسان بالعمل على الحفاظ على هذه البيئة وتنميتها في جوانبها المتعددة فإن حياته مهددة بالدمار السريع, ولعل أبرز مظاهر الدمار هو نقص المياه وبالتالي الغذاء. كما ان استخدام الانسان للبيئة في النواحي الاقتصادية والمادية عموما قد أدى الى ظهور مشكلات تهدد حياته في هذا الكون، ومن أكبر هذه المشكلات وأخطرها التلوث,ومثلما استخدم الانسان الأساليب العلمية والتعليمية في استغلال البيئة ليوفر لنفسه حياة رغدة هانئة، فقد لجأ أيضا الى الأساليب العلمية والتربوية للاستفادة منها في تذليل تلك المشكلات وذلك بالعمل على حماية البيئة والحفاظ عليها وتنميتها بالاستخدام الواعي الحسن، وأصبحت هذه النظرة تمثل ما عرف باسم التربية البيئية وأخذت المؤسسات العلمية والانسانية عموما والتربوية خصوصا تعمل على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي لترسيخ مفهوم التربية البيئية. إن التربية البيئية تعنى بتكوين القيم الاتجاهات والمهارات والمفاهيم لمعرفة وفهم العلاقة التي تربط بين الانسان والبيئة التي يعيش فيها وبحضارته، سواء ما كان يتعلق بالبيئة الطبيعية أو تلك البيئة التي هي من صنع الانسان وهذا ما يمكن تسميته بالوعي البيئي. إن المحافظة على البيئة وحسن استغلالها يعود على الانسان بنفع كثير يتمثل في تحسين الحياة ورفع مستوى معيشة الانسان. التربية البيئية جزء لا يتجزأ عن كافة الأنظمة التعليمية ولابد أن تدرس الابعاد البيئية ضمن مكونات المناهج الدراسية في جميع مراحل التعليم حيث أن اضافة مقررات بيئية منفصلة تشكل عبئا على الطالب ولا تؤدي الى مفهوم صحيح لتطبيق الحفاظ على البيئة. وأرى أن يربط مفهوم التربية البيئية بالمناهج الدراسية عامة وبالتربية الوطنية بشكل أوسع وأكمل مما هو موجود الآن حتى نصل الى هذه النتائج: 1 مساعدة الطلاب ليكون لديهم الفهم والاحساس بكل عناصر البيئة المحيطة. 2 تكوين ميول لدى الطلاب وقيم اجتماعية وشعور قوي بالاهتمام بالبيئة ودافع للاسهام النشط لحمايتها وتحسينها. 3 تكوين مهارات لدى الطلاب لحل مشكلات البيئة في ضوء العوامل الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والطبيعية. وإن كان الشيء بالشيء يذكر فقد قامت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها ممثلة بمركز التدريب للمحافظة على الموارد الطبيعية باعداد دورات تدريبية لشتى فئات المجتمع ومنها الدورات الخاصة بالتربية البيئية للعاملين في سلك التعليم العام، وحيث اننا معشر العاملين في التعليم نثمن للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها الاهتمام الواضح بالبيئة وربطها بالتربية والتعليم من أجل تخريج جيل واع بالبيئة وأهميتها في حياة الانسان والمحافظة عليها وعلى مدخراتها للشعوب والأجيال القادمة والحاضرة,, إلا أننا نعتب على وزارة المعارف حيث لم تخاطب ادارات التعليم بشأن هذه الدورات إلا بعد انتهاء معظم هذه الدورات ولم يبق سوى دورة واحدة تخص التربية البيئية في التعليم الثانوي فلماذا عدم الاهتمام بأمور نحن بأمس الحاجة لتوعية الطلاب وتحقيق المصلحة العامة للوطن الغالي من خلال اعداد الكوادر المؤهلة التي تستطيع المساهمة في الحد من استنزاف الموارد الطبيعية وتحقيق التنمية المستديمة. والله من وراء القصد. عبدالله بن إبراهيم العفيصان