- عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي: بحث أصحاب السمو والمعالي والسعادة رؤساء الأركان بدول مجلس التعاون الخليجي في مدينة الرياض عدداً من القضايا التي تهم تطوير وتعزيز التعاون المشترك العسكري بين هذه الدول والأوضاع الإقليمية والتهديدات التي تتعرض لها دول المجلس وما ينبغي أن تقوم به دول المجلس لحماية أوطانها ومواطنيها. فقد عقد أصحاب المعالي قادة الأركان اجتماعهم للدورة العاشرة للجنة العسكرية العليا بهدف تعزيز مسيرة التعاون وتجسيد روح التعاون المشترك بين الأشقاء مترجماً لتوجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس حيث ترأس معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول حسين بن عبدالله القبيل جلسة الاجتماع. وقد ألقى الفريق القبيل كلمة قال فيها يسعدني أن أرحب بكم، وأحييكم جميعا في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية، ناقلاً لكم تحيات وتقدير صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع، متمنين لكم طيب الإقامة، ولاجتماعنا هذا في الدورة العاشرة دوام التوفيق. وقال الفريق القبيل إن استمرار التنسيق والتعاون الدفاعي بين دول المجلس من خلال جميع اللجان المعنية قد آتى ثماره منذ زمن بعيد، وما اجتماعنا هذا إلا إحدى اللبنات المكملة لتحقيق مزيد من التعاون بين الدول الأعضاء في دول المجلس في ضوء الإنجازات التي تحققت، وهذا يعكس ما تسعى إليه قيادتنا حفظهم الله بأن يسود الأمن والاستقرار ربوع منطقتنا، الأمر الذي يحقق لها المزيد من الاستقرار والتقدم والرخاء والازدهار. وأوضح بأن العلاقات الحميمية بين دول المجلس، قادة، وشعوباً، قد أثمرت بيئة قوية من العمل الجماعي لمواجهة الأخطار المحيطة بدولنا، وهذا يتطلب منا المزيد من العمل لتحقيق الأهداف الإستراتيجية لترسيخ الأمن الدفاعي لكافة دول مجلس التعاون الخليجي. عقب ذلك ألقى مساعد الأمين العام المساعد للشؤون العسكرية بمجلس التعاون الخليجي اللواء ركن خليفة حميد الكعبي كلمة شكر فيها المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الدفاع على استضافتهم لهذا الاجتماع وقال: إن هذا اليوم المشهود الذي يمثل لنا فرصة عظيمة تلتقون فيها على هذه الأرض الطيبة، لتتصافح القلوب وتتواصل الأرواح ولتبقى دعائم الود بين الأخوة راسخة، وأواصر التكاتف والتآزر بينهم ممتدة، ولتتوحد الجهود وتتلاقى الأفكار لرسم صورة مشرقة لمستقبل العمل العسكري المشترك، والرقي به إلى الرؤى والتوجيهات التي تجلت بكل وضوح في كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية - حفظه الله - حين قال نجتمع اليوم في ظل تحديات تستدعي منا اليقظة، وزمن يفرض علينا وحدة الصف والكلمة، ولا شك أنكم جميعا تعلمون بأننا مستهدفون في أمننا واستقرارنا، لذلك علينا أن نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه ديننا وأوطاننا، إنها كلمات جمعت في جوهرها الكثير، كما أنها تختزل العديد من الأهداف المرجوة من لقاءات الخير والبناء. ويشرفني أن أرفع نيابة عن معالي الأمين العام لمجلس التعاون، وبالأصالة عن نفسي أسمى آيات الشكر وبالغ التقدير والعرفان إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد بالمملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله- على الدعم الكبير الذي تبذله المملكة العربية السعودية لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك في شتى المجالات.. وعلى ما تحظى به مجالات العمل العسكري من لدن سموه الكريم من دعم ومساندة مستمرة. وقال الكعبي في كلمته: تتوالى الشهور والأعوام، وتتعاقب الليالي والأيام، وهي تختزن ما أودعه الرجال العظماء من أعمال، وما حققوه فيها من إنجازات تبقى خالدة في ذاكرة التاريخ، لما لها من أثر فاعل وعظيم في مسيرة الأفراد والمجتمعات والدول، وأن مسيرة العمل المشترك بين دول المجلس لتقف شاهدا ناصعا على عظم ما يفعله صدق النوايا وعزم الرجال، حيث يلاحظ كل متابع بعين الإنصاف ما تحقق من إنجازات ومكتسبات لهذه المسيرة المعطاء، حتى غدا مجلس التعاون اليوم ولله الحمد صرحا شامخاً ومعلماً للتعاون والتكاتف والتلاحم الأخوي، مجسداً عمق أواصر القربى والتاريخ المشترك والمصير الواحد الذي يجمع أبناء دول المجلس عبر الأزمان، وبقدر ما تدعو المكتسبات والمنجزات التي تحققت إلى الفخر والاعتزاز، فإنها تثير أيضاً الحاجة إلى ضرورة دعمها والبناء عليها والمضي قدما، للوصول إلى أعظم الأهداف في المستقبل بكل ثقة واقتدار، معتمدين ومتكلين أولاً على الله العزيز القدير ثم توجيهات قادتنا - حفظهم الله - ثم على جهودكم وعطائكم وبذلكم أصحاب المعالي والسعادة، تجاه تعزيز وتطوير الجانب العسكري لهذه المسيرة، وما يمثله من مسؤولية جسيمة وما يتطلبه من جهود وما يدفع به من رؤى وأفكار وبذل للغالي والنفيس، ولا شك أن فكرة بناء قيادة موحدة نابعة من رؤية استراتيجية عميقة لمستقبل هذه التجمع المبارك وضرورة يمليها الواقع الراهن والمستقبل المرتقب، ففي هذه المنطقة التي أنعم الله عليها بالخير الكثير والتي تحيط بها المخاطر والتحديات، والتي تتعرض كل يوم إلى أطماع الطامعين وتربص المتربصين والحاقدين والعابثين، فإن الشيء الوحيد الذي يضمن أمن واستقرار دولنا وازدهارها ونماءها هو تكاملنا وتوحدنا، وما من شك أن تلك التحديات التي تواجهنا وما صدر من توجيهات من مقام قادتنا -حفظهم الله - تشكل فرصة سانحة لتطوير وتعزيز العمل العسكري المشترك والعبور به إلى مرافئ سخية من الفكر والعطاء لتحصين المنجز، وإضافة مكتسبات وإنجازات جديدة في سباق التطور والتحديث والتكامل لبناء قوة واحدة ومنظومة دفاعية فاعلة نواجه بها مختلف التحديات والتهديدات التي أطلت بوادرها، وتعالى وقع ارهاصاتها في الآفاق. وقد سألت (الجزيرة) معالي رئيس هيئة الأركان العامة بمملكة البحرين اللواء الركن الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة عن أهمية مثل هذا الاجتماع في ضوء التهديدات التي تتعرض لها دول المجلس فقال نحن اليوم في بلد شقيق المملكة العربية السعودية هذا البلد قدم كثيراً من الخدمات الكثيرة لدول الخليج.. هذا البلد مهما قلنا عنه لن نوفيه حقه... فخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقيادة هذا البلد أعطتنا القوة والدفعة لكي نعمل مع بعضنا البعض من خلال التنسيق والتشاور وأكد آل خليفة بأن كل مواطن خليجي همه أن يجد هناك أمن خليجي قوي يحمي الأوطان ومكتسباتها.. ونحن اليوم يهمنا أمن هذه الدول وكل النقاش الذي بحث ركز على أمن وحماية هذه المنطقة. وأوضح بأن النقطة الرئيسة التي تم مناقشتها هي موضوع القيادة الموحدة موضحاً بأن هذه الدول مؤتمنة على أمن دولها ومواطنيها وأن قادة القطاعات العسكرية عند مستوى المسؤولية وسلامة وأمن الخليج أمر مهم جداً. وحول سؤال ل(الجزيرة) عن تعزيز درع الجزيرة ودوره في التدخل والحماية قال سمو الشيخ دعيج بأن قوة درع الجزيرة مستمرة ونحن مستمرين في زيادة أعداده وقدراته الدفاعية. وحول التهديدات الإيرانية لدول الخليج أجاب سمو الشيخ دعيج قائلاً نحن في دول الخليج طلاب سلم لا طلاب حرب ونحن لا نعادي أحدا... وإيران بلد مجاور صديق... نحن نتمنى أن تكون معاملة هذا البلد مع جيرانه مثل ما يعملون هذا البلد من حسن الجوار والاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وأكد سمو الشيخ دعيج بأن التهديدات والتلويح بالقوة والتدخل في شؤون الدول هذه نرفضها ومتفقون جميعاً بأن أمننا خطوط حمراء ونعيد ونكرر بأننا ليس لنا أطماع أو أهداف سيئة تجاه إيران ولا نحب أن نتدخل في شؤونها نحن نتمنى من إيران أن يعاملونا بالمثل هذا هو المطلوب الرئيس لنا في دول المجلس ونرفض الابتزاز ونرفض التهديد والتدخل. بعد ذلك ناقش المجتمعون ما جاء في جدول الأعمال, مقرين في جلستهم الختامية تحقيق المزيد من الخطوات في مجال التكامل الدفاعي والتمارين والتدريبات المشتركة وكذلك ما يتعلق بتنظيم مشاركة القوات المسلحة بدول المجلس مع القوات الدولية في عمليات حفظ السلام الدولية والعمليات الإنسانية ووضع آلية موحدة لذلك. كما ناقشت اللجنة فكرة إنشاء معهد عال للدفاع والأمن لدول المجلس, وأعربت اللجنة عن شكرها وتقديرها للجهود التي بذلتها القوات المسلحة بالمملكة للإعداد والتحضير لانعقاد هذه الدورة, ورفعت أسمى آيات الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على ما يحظى به العمل العسكري والدفاع المشترك من لدن سموه من دعم ومساندة وما تقدمه حكومة المملكة من دعم في مختلف مجالات التعاون العسكري. كما استعرض رؤساء الأركان سير التعاون العسكري والدفاع المشترك بين دول المجلس في مختلف المجالات والخطوات والإجراءات التي تم اتخاذها من قبل الجهات المعنية بالقوات المسلحة بدول مجلس التعاون حيال قرارات التعاون العسكري والدفاع المشترك ومدى التقدم في تنفيذها, فيما قدم معالي اللواء الركن الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة رئيس هيئة الأركان لقوة الدفاع بمملكة البحرين الدعوة لعقد أعمال الدورة الحادية عشرة للجنة في مملكة البحرين العام القادم, كما دعا معالي رئيس هيئة الأركان لدولة الكويت الفريق الركن خالد الجراح الصباح رؤساء أركان دول مجلس التعاون لحضور تمرين درع الجزيرة الذي سيقام في الكويت. من جهة أخرى أقامت وزارة الدفاع حفل غداء تكريما لأصحاب السمو والمعالي والسعادة رؤساء الأركان بدول مجلس التعاون الخليجي. وعن تفاصيل إنشاء معهد خليجي للدفاع الجوي؟ أجاب بأن هذا الموضوع طرح من قبل إحدى دول الخليج وحول للدراسة. وحول سؤال هل بحث موضوع التهديدات الإيرانية أجاب بأن هذا الموضوع تم بحثه. وحول تطوير درع الجزيرة وإدخال منظومة في التسليح أجاب القبيل: الاهتمام ينصب على التنسيق المشترك وليس درع الجزيرة وجهود كل دولة في قوات المجلس والتطور وارد وذلك لمواجهة هذه التهديدات ودرع الجزيرة هو لحماية هذه الدول من أي مخاطر.