بقلم: نيكولاس بلوم ورافايلا سادون وجون فان رينن: هل أنت جزء من نسبة 79 في المئة؟ في سياق بحثنا الذي شمل أكثر من 8 آلاف شركة في 20 دولة، كشفت نسبة 79 في المئة أن ممارساتها الإدارية تفوق المعدل. وكان من المفترض أن يشكل ذلك خبراً ساراً جداً. ولكننا أجرينا تحليلنا الخاص، واكتشفنا أن نسبة 15 في المئة فقط من الشركات الأميركية، ونسبة أقل من 5 في المئة من الشركات في أماكن أخرى حصدت 4 علامات من أصل 5 في تقييم ممارساتها الإدارية. ولم يظهر أي رابط بين علاماتنا والتقييمات الذاتية التي قمنا بجمعها. والجدير ذكره أن المؤسسات بمعظمها تملك وجهة نظر مبالغة عن ممارساتها الإدارية. والواقع أن عدداً كبيراً من هذه الشركات عاجز عن اعتماد خطوات أساسية على غرار تحديد مراجع قابلة للتحقيق، والتخلص من العناصر المقصرين في أدائهم، وجمع بيانات مفيدة. أما الخبر السار، فهو أن فرصة إجراء تحسين تكمن بمعظمها بين أيادي المدراء اليوميين للمؤسسات، علماً أن التحسينات في الممارسات، وإن كانت صغيرة، قد تنطوي على وقع كبير: فعلى سبيل المثال، وفي أوساط المصنّعين، اكتشفنا أن اكتساب علامة واحدة ضمن معيار الخمس علامات الذي نعتمده مرتبط بزيادة في الإنتاجية تبلغ نسبتها 23 في المئة. وعند الاطلاع على موقعنا الإلكتروني (worldmanagementsurvey.org)، ستتمكّن من تحدد مقام مؤسستك بسرعة، بالاستناد إلى بلد أو قطاع معين على لائحة تقييم الإدارة. وتستند أداة التحليل الخاصة بنا إلى 18 ممارسة تندرج ضمن ثلاث فئات واسعة النطاق، هي الأهداف والتحفيزات والمراقبة. وفي حال حققت شركتك نتائج جيدة، اكتسبتَ المزيد من النفوذ. وفي حال لم تحقق شركتك نتائج جيدة، فمعناه أن الوقت قد حان لتتخذ خطوات ترمي إلى تحسين أدائك. وقد رأينا مؤسسات تنطلق بشكل جيّد، عن طريق رصدها للعمليات التي تتطلّب تغييراً (على غرار تطوير المنتجات) واستحداثها معايير لمراقبة التقدّم الذي المُحرَز على الأمدين القصير والطويل. ويقوم الحل الأمثل على جعل الأهداف منظورة للجميع، وعلى ترجمتها إلى أهداف تُعنى بالشركة ككل، والمجموعة، والأفراد، ويمكن رصدها بوتيرة متكررة. ولا تتوقعوا نجاحاً فورياً. تدخل «ماك دونالدز»، و»نايكي»، و»تويوتا» في عداد أفضل الشركات من حيث الأداء في العالم، ولكنها لم تحصل على هذه المكانة بين ليلة وضحاها. فعلى امتداد سنوات طويلة، وضعت أهدافاً محددة وأطلقت تحفيزات قوية، وهي تُواصل مراقبة أدائها، مع العلم أن خطوات كهذه قد تبدو مملة على أساس يومي، إلا أن تأثيرها على المدى الطويل يعكس العمق المحتمل لهذه الممارسات الإدارية البسيطة. (نيكولاس إي بلوم أستاذ لمادة الاقتصاد في جامعة «ستانفورد». ورافايلا سادون أستاذة مشاركة في كلية «هارفارد» للأعمال. أما جون فان رينن، فمدير مركز الأداء الاقتصادي في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية).