من توفيق الله لهذا الوطن أن شرفه بخدمة الحرمين الشريفين مهبط الوحي ومهوى قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ومن توفيق الله لحكام هذا الوطن المعطاء أن جعلهم يتشرفون بأن يجعلوا لقبهم في الخطاب والجواب خادم الحرمين الشريفين، ومن كانت هذه صفته فإن الله ناصره وموفقه، ومن صور توفيق الله لهذا الوطن الذي يتشرف بخدمة حجاج بيت الله الحرام أن جعل قياداته من خيرة الرجال وأكثرهم أمانة وإخلاصا لهذا الوطن العظيم والتصاقا بجميع شرائح الشعب وكأنهم أسرة واحدة بفضل الله. وفي هذا الوطن الكريم كلما غاب رجل عن موقعه القيادي لوفاة أو عارض من عوارض الدنيا فإنه يأتي بعده من يكون خير خلف لخير سلف، ويقوم بهذه المهمة خير قيام، وهذا ما نجده منذ أيام المؤسس الراحل طيب الله ثراه، وفي أبنائه الملوك من بعده وأحفاده الذين احتلوا مواقع القيادة في خدمة الدين والمليك والوطن. ومن هذه الأمثلة التي نفخر بها وأصبحت أنموذجا ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العالمي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، فهذا الرجل منذ أن أصبح مساعدا لوالده الراحل الأمير نايف رحمه الله، وهو يحقق النجاحات تلو النجاحات في أهم ما يمس الناس ألا وهو الأمن. فنجاحاته في تعقب الفئة الضالة ومناصحتهم وتأهيلهم (تحت إشراف ومتابعة من والده الراحل وسمو نائبه وزير الداخلية السابق الأمير أحمد -حفظه الله-) أصبحت أنموذجا عالميا، وحزمة في وجه كل من يعبث بأمن الوطن ومقدراته لمسها الجميع. فتعيين الأمير محمد بن نايف وزيرا للداخلية إنما هو تتويج لكل رجال الأمن في هذا الوطن المعطاء من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، لأن الأمير محمد مثل صورة رجل الأمن الفاعل الذي جمع بين الحزم والرقة، وبين العقاب لمن يستحقه والتوجيه لمن غرر به. وهذا القرار التاريخي الذي أتى من ملك الإصلاح خادم الحرمين الشريفين إنما يؤكد ما يتمتع به هذا الوطن المعطاء من توافر الرجال الذين يقومون بما يوكل إليهم من مسؤوليات خير قيام في كل وقت وفي كل مكان، وفي كل الظروف. وإذا كنا نشيد ونثني على قرار خادم الحرمين الشريفين بتعيين الأمير محمد بن نايف وزيراً للداخلية فإننا لا نتوقف عن الثناء على صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية السابق، فهو مدرسة العمل بصمت وخدمة الوطن منذ أن كان نائبا لأمير منطقة مكةالمكرمة ثم نائبا ثم وزيرا للداخلية، وهو معروف بعمله وصبره وهدوئه، وليس ذلك بمستغرب على سموه الكريم. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الكريم وحفظ وطننا الغالي المملكة العربية السعودية وجنبه الشرور.