لا يزال الصغير يرفض الذهاب للمدرسة.., أما تلك البُنيَّة في الرابعة من المرحلة الابتدائية، فتشكو من مغص، ولا تريد الذهاب لمدرستها.. والأمهات يشكون، والآباء يقسون، فيقسرون الصغار على الذهاب، حيث لا يرغبون بدعوى اتباع المثل: «التعليم ترغيب أو ترهيب»... بينما هناك أسباب خفية عنهم لا يحاولون سبرها إلا بأسئلة قد يحكمون بعد طرحها على سلوك صغارهم بأنه «دلع»،.. ويذهب الوالدان لإلقاء اللوم واحداً نحو الآخر... وينشجب الشجار في المنزل، ويدب الخلاف...! أما المدرسة ومن فيها من إدارة، تحرص على المعلم/ ة المطيع، المنفذ للتعليمات الإدارية كما هي تفصيلاً، وجملة.. فتندثر عند التنفيذ شخصيته إن كان لها سماتها، أو تتطبع مع ما يتلقاه بغية الحرص بالطاعة، والامتثال على استمرارية سلامه, وأمانه الوظيفي!.. أذكر أن هناك معلمات، ومعلمين مبدعين كنت قد تلقيت من بعضهم ردوداً عن مقالات في موضوعات شبيهة أشرت فيها حينه، قد حاولوا إدخال البهجة لجذب الصغار للدرس عن طرق عديدة، منها التعلّم بالرسم، ومحاولة صياغة المحتوى بعد تلقيه بلغتهم البادئة، أو عند أداء واجبهم بطرق ابتكارية تعزّز فيهم ميولهم المعروفة نحو اللعب، والتمثيل، والإنشاد، بل بعض هؤلاء المعلمين حاول نقل المحتوى للطفل لقصة، أو قصيدة، أو لوحة... وكان صغارهم يقبلون على فصولهم بلهفة.., بعضهم ذكر لي أن الصغار لم يكنوا يرحبون بفترة الراحة بين الحصص، «الفسحة» لفرط انجذابهم للدرس..لكن ما الذي حدث.......؟ تلقى هذا النوع من المعلمين على ندرتهم اللوم، والتوجيه إلى أنهم خارجون عن السرب....., وبأن عليهم لضمان وصولهم لغاياتهم المعيشية اتباع التعليمات، وأنظمة المدرسة... الصغار الرافضون للمدرسة ينبغي العودة للمدرسة ذاتها، فأم الأسباب فيها، وأبوها.. فهم عجينة إذا ما وجدت من يشكلها تطوّعت له.. قبل أن يضطر الآباء للذهاب إلى مشكلات أبلغ.., وطرق أبواب مراكز العلاج الإرشادي، وربما النفسي.. وتكون المدارس عندئذ مصدر الأمراض..! عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855