أشادت المنظمة الدولية للحماية المدنية في جنيف بتكامل خطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ خلال موسم الحج هذا العام، والقدرات البشرية والآلية الهائلة التي توافرت لتنفيذها وفاعلية الانتشار الميداني لوحدات وفرق الدفاع المدني في العاصمة المقدسة والمشاعر التي تُعَدّ نموذجاً يحتذى في إدارة الحشود وتأمين سلامتها. وأبدى عدد من قيادات المنظمة الدولية للحماية المدنية، الذين استضافتهم المديرية العامة للدفاع المدني للاطلاع على أعمال الدفاع المدني في الحج، تقديرهم لما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من إمكانات هائلة لجهاز الدفاع المدني للحفاظ على سلامة ملايين الحجاج بهذا المستوى الرفيع الذي ظهر به في حج هذا العام. وفي هذا الإطار، أوضح الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية السيد نواف الصليبي إعجابه الشديد بالمستوى المتميز لقوات الدفاع المدني التي شاركت في حج هذا العام، وما تمتلكه من تجهيزات وآليات متطور بأعداد كبيرة، إضافة إلى القوى البشرية المؤهلة، التي تمتلك خبرات عظيمة في التخطيط والتنفيذ والاستعداد للتعامل مع المخاطر المحتملة كافة، واستباقها باتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية المناسبة. وأضاف الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية: سعدت كثيراً عندما اطلعتُ على تدابير الدفاع المدني في حج هذا العام خلال أدائي فريضة الحج، وأقول بكل صدق إن ما رأيته من قدرات للدفاع المدني الآلية والبشرية في الحج يضعه في مصاف الأجهزة المماثلة في أكثر الدول تقدماً، بل إنه يتفوق عليها بما يزخر به من قيادات خبيرة في إدارة الحشود وتأمين سلامتها، وهي خبرات تراكمت من خلال العمل في الحج على مدى سنين طويلة. وأشار الصليبي إلى حرص المنظمة على الإفادة من خبرات جهاز الدفاع المدني في مجال إدارة الحشود البشرية وتعميمها، وتنفيذ برامج تدريبية يشرف عليها قيادات الدفاع المدني، على أن يستفيد منها جميع الدول الأعضاء بالمنظمة. وقال الصليبي: نعلم يقيناً أن هذا الأداء المتميز للدفاع المدني في الحج يأتي في إطار ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من إمكانات كبيرة لرعاية ضيوف الرحمن والحفاظ على سلامتهم، بإشراف ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا رئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني، وهو أمر يشهد به العالم أجمع للحكومة السعودية التي لا تدخر جهداً في خدمة الحجيج كل عام. من جانبه قال بلقاسم الكتروش مدير العمليات بالمنظمة الدولية للحماية المدنية: نتابع منذ سنوات الأداء الراقي لجهاز الدفاع المدني السعودي في موسم الحج، ونجاحه الكبير في مواجهة المخاطر كافة التي ترتبط باجتماع هذا العدد الكبير من الحجاج في أماكن محددة ومواقيت بعينها، وذلك من خلال التقارير التي نطلع عليها خلال مشاركة قيادات الدفاع المدني السعودي في أعمال المنظمة، إلا أن رؤية هذا الأداء على أرض الواقع في الحج هذا العام يفوق كثيراً ما تتضمنه التقارير أو العرض النظري للخبرات، ولا أبالغ بأن جهاز الدفاع المدني بالمملكة يجتاز اختباراً شديد الصعوبة والتعقيد كل عام، وأنه نجح بامتياز طوال السنوات الماضية في هذا الاختبار السنوي الصعب، وقد شاهدنا ذلك في حج هذا العام، وتأكدنا أن الخبرات والإمكانات التي تتوافر لقوات الدفاع المدني المشاركة في الحج لا تتوافر لكثير من الدول العظمى. وقال الكتروش: إننا نفخر بكل ما شاهدناه عملياً من تدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ في حج هذا العام، ونعمل جاهدين للاستفادة من هذه الخبرات على المستوى الدولي، ونثق بأن حكومة خادم الحرمين الشريفين التي عُرفت دائماً بأنها سباقة في مد يد العون والمساندة للدول كافة في حالات الكوارث والأزمات، ترحب بالاستفادة من خبرات جهاز الدفاع المدني في تطوير قدرات الأجهزة المماثلة في جميع دول العالم للحفاظ على الأرواح والممتلكات وتعزيز التعاون الدولي في مجال الحماية المدنية. من ناحيته قال رياض عطوان مسؤول مركز البحث والتوثيق والعلاقات مع الدول العربية بالمنظمة: إن نجاح خطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ في حج هذا العام يأتي امتداداً للأداء المتميز طوال مواسم الحج خلال السنوات العشر الماضية، التي خلت من أي حوادث كبيرة، وهو ما يعني في الوقت ذاته نجاح خطة التدريب والاستعداد لهذه المهمة، وكذلك نجاح برامج تطوير وتحديث الدفاع المدني وتزويده بأحدث الآليات والمعدات، وتواصل خبرات العمل في الحج وتراكمها عاماً بعد عام. وأضاف رياض عطوان: عندما اطلعنا على الخطة العامة لتدابير الدفاع المدني في حج هذا العام، وآليات تنفيذها، أدركنا سر هذا النجاح الذي يكمن في شمولية الاستعداد في رصد وتحليل المخاطر واختيار القوى البشرية والآلية المناسبة لمهمة الحج، وإيجاد خطط بديلة للتعامل مع المستجدات والمتغيرات المناخية كالأمطار والسيول والعواصف والهزات الأرضية، والاستخدام الأمثل للتقنيات الحديثة لسرعة إنجاز المهام بأعلى درجات الدقة، إلى جانب الاهتمام بجوانب التوعية الوقائية والتنسيق المستمر والكامل مع الجهات الحكومية كافة المشاركة في أعمال الحج.