اكتملت استعدادات المملكة العربية السعودية لاستقبال ضيوف الرحمن الذين يفدون إلى الأراضي المقدسة من جميع أقطار العالم الإسلامي لأداء فريضة الحج، والمتابع المنصف لخدمات الحجاج التي تقدم لهم سنوياً يلحظ التطوير المستمر والتحسن المتواصل في تقديم الخدمة لتسهيل المناسك على الحجاج عاما بعد عام، فما قدمته الدولة في العام المنصرم يتفوق عليه ما تقدمه هذا العام وهكذا، فأجهزة الدولة المعنية بالحج تقدم الخدمة وفي الوقت ذاته ترصد الأخطاء وتدونها لتلافيها في العام الذي يليه، الدولة السعودية شرفها الله بخدمة ضيوف الرحمن سنويا، وهي أعني الدولة حرسها الله تستنفر كل إمكاناتها المادية والبشرية من أجل راحة الحجيج وتسهيل أداء نسكهم في أجواء آمنة مطمئنة، هذا فضلا عما توفره الدولة من الخدمات الصحية والتموينية والتوعوية والإرشادية، كل ذلك ونحن فخورون وممتنون لهذا الواجب المقدس الذي نؤديه لإخواننا الحجاج كمسؤولية تمليها علينا عقيدتنا وتفرضها علينا وطنيتنا التي احتضنت الحرمين الشريفين والأراضي المقدسة، ومع ذلك نلاحظ كل موسم حج أن هناك من يحاول التشويش على هذا الجهد العظيم الذي تبذله الدولة للحجاج، هناك من امتهن النعيق النشاز من أجل تشويه الصورة الناصعة لخدمات الحجاج، هناك من انتهج البلبلة وتزييف الحقائق سنوياً في كل موسم حج، وذلك بدوافع الحقد والكراهية لهذا البلد المبارك الذي لم ولن يتوانى في أداء هذا الواجب المقدس مهما حاول إفساده الفاسدون، إن المواقف السياسية المتباينة التي أحدثها الحراك العربي في ما سمي بالربيع العربي، ليس له أي حضور أو تأثير في أداء المسلمين لفريضتهم، فالمملكة العربية السعودية بما انتهجته من منهج ثابت في التعامل مع الأحداث لا تخلط الأوراق ولا تحمل الشعوب مواقف حكوماتها مهما بلغت ذروة الخلافات السياسية بين زعماء الدول، فالشعوب الإسلامية بجميع مذاهبها من حقها أن تؤدي فريضة الحج في إطار القوانين المتبعة والأنظمة المعلنة التي تطبقها سفارات المملكة العربية السعودية على الحجاج في جميع البلدان الإسلامية، التي لم توضع إلا لخدمة الحجيج بالشكل الذي يليق بهم كضيوف للرحمن قبل أن يكونوا ضيوفا للمملكة العربية السعودية . [email protected]