بعد زياراتي المتعددة التي قمت بها خلال السنتيْن الماضيتيْن إلى لشرق الأوسط، قرّرت تأليف كتاب عن نشوء ملفِت لجيل جديد من شركات التكنولوجيا الحديثة العهد وأصحاب المشاريع الجديدة في أنحاء هذه المنطقة. إنها قصّة جديدة تروي قصة مختلفة عن تلك المجتمعات التي تجتاز حالياً مرحلة انتقالية. إلا أن الاعتداءات التي تعرّضت لها مؤخراً السفارتيْن الأميركيتيْن في مصر وليبيا هي كناية عن تذكير صادِم بمدى الجوانب غير المستقرة للمشهد الحالي. فالشرق الأوسط يواجه رياح التحديات نفسها التي تواجهها الأسواق الناشئة الأخرى - بعضها يمنح القوة بينما بعضها الآخر يعرقل المسيرة. 1. لقد ساهم ظهور التكنولوجيا الرقمية في تأمين مستويات من الشفافية والتواصل - وإمكانية استخدام غير مكلفة لرأس المال والأسواق - كانت لتُعتبَر غير مسبوقة منذ خمس سنوات. ولا بد من الإشارة إلى أن سكان المنطقة ممن ينتمون إلى الجيل الأحدث نشأوا مدركين أتمّ الإدراك بكيفية تمكّن نظراؤهم من استحداث فرص لأنفسهم. وقد تحاول الحكومات في العالم العربي قمع الإنترنت والمنصات الرقمية الأخرى للتنافسية العالمية، إلا أن أصحاب المشاريع الجديدة يظلون متقدمين عليها بخطوات إلى الأمام. 2. يستفيد هذا الجيل من توافر رأس مال إقليمي وعالمي قابل للتأقلم أكثر مع المخاطر السياسية. وتشكّل الأسواق الناشئة الأخرى أمثلة موازية جديرة بالاهتمام، حيث إن العديد منها كان ولا يزال يشوبه الفساد السياسي ويعاني من بنية تحتية ضعيفة شأنه شأن الشرق الأوسط. إلا أن السابقة المتمثلة بعودة المستثمرين الفعليين إلى هذه المناطق يشير إلى احتمال أن تتوفر في الشرق الأوسط خلال فترة غير بعيدة أيضاً فرصاً اقتصادية مستدامة. 3. بدأت عملية إنشاء سوق أكبر وأكثر حراكاً في منطقة الشرق الأوسط قبل وقت طويل من انطلاق الربيع العربي. واستناداً إلى «البنك الدولي»، يفوق عدد سكان العالم العربي 350 مليون نسمة، أي ما يقارب ضعف عدد سكان البرازيل وحيث يتخطى إجمالي الناتج المحلي للفرد الواحد بواقع مرّتيْن تقريباً إجمالي الناتج المحلي للفرد في الصين. ويُضاف إلى ذلك أنه سوق حديث العهد، فاستناداً إلى تقرير صادر عن الأممالمتحدة، تقل أعمار نصف سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن 25 سنة، ما يجعلها المنطقة الثانية من حيث صغر سنّ السكان فيها بعد أفريقيا جنوب الصحراء. ويبقى من غير الواضح ما إذا كان القادة والحشود الغوغائية، الباحثين عن حلول في القرن العشرين لمشاكل القرن الحادي والعشرين، سيطغون في نهاية المطاف على هذه القوى. إلا أنني لا أعتقد ذلك، فأصحاب المشاريع الجديدة الاستثنائيون يبحثون بطبيعتهم عن حل للمشاكل وعن طرق يتخطّون بواسطتها العقبات. وأنا شخصياً أراهن على أصحاب المشاريع الجديدة الشباب في منطقة الشرق الأوسط. (كريستوفر أم. شرودر هو من أصحاب المشاريع الجديدة، يتخذ من واشنطن العاصمة ونيويورك مقراً له. شغل سابقاً منصب الرئيس التنفيذي لموقع healthcentral.com. يعمل حالياً على صياغة كتاب من المقرر صدوره خلال الربيع المقبل بشأن شركات التكنولوجيا الحديثة العهد في الشرق الأوسط).