الزميل العزيز سليمان بن محمد العيسى -يرحمه الله- يعتبر من الرعيل الثاني من رجال الإذاعة والتلفزيون.. فالرعيل الأول فيه العديد من العمالقة المعروفين في ذلك الزمان.. ثم جاء الرعيل الثاني ومنهم عبدالرحمن الشبيلي.. ومحمد عبدالرحمن الشعلان وبدر أحمد كريم.. ومحمد أحمد صبيحي وخالد التويجري وماجد الشبل وغالب كامل وزهير الأيوبي وحسين نجار ومحمد الرشيد وعلي الخضيري ومنصور الخضيري.. وسليمان العيسى آخر هذا الرعيل الجميل الذي كان من أهم صفاته الحفاظ على اللغة العربية السليمة بعكس بعض مذيعي الجيل الحالي، حيث الأخطاء واللحن الواضح وعدم ضبط مخارج الحروف. سليمان العيسى (صوت البشائر) كما وصفه وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه.. حيث تعود المواطن على صوت سليمان العيسى المميز النابع من هذه الأرض الطيبة وهو يعلن بشائر الخير من القيادة في عهود الملوك خالد وفهد -يرحمهما الله- وكذلك عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله-. ولقد عرفت سليمان العيسى عن قرب في تحرير جريدة الجزيرة قبل ثلاثة عقود ثم مؤخراً في مجلس الزميل عبدالرحمن الشثري (أبو هشام) فوجدته قليل الكلام حتى ليخيل إليك أن كلماته من ذهب.. وعرفته أيضاً زميلاً في الجمعية العمومية لمؤسسة الجزيرة الصحفية حيث مشاركته الإيجابية المختصرة.. ولا يمكن أيضاً إغفال مقالات الزميل العزيز في مختلف الصحف السعودية على مدى أربعة عقود والتي تتميز بالاختصار والاتزان.. وحتى في المجال الرياضي لم يكن -رحمه الله- متعصباً أو متشنجاً وكان مدرسة في التعليق الرياضي حينما بدأ حياته في مجال الإعلام. وأخيراً: سليمان العيسى وجه لن ينساه المشاهد في بلادنا.. كما أن نبرة صوته المميزة عند إعلان بشائر الخير ترن في الأسماع.. وميزة هذا الراحل الكبير أنه تدرج في الإعلام ولم يقفز إلى أعلى سلم فجأة.. فلقد مر بجميع مراحل الإعداد والعمل الميداني والإداري حتى وصل إلى ما وصل إليه. رحم الله (أبا محمد) وألهم ذويه وأبناءه ووالدته خاصة.. وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان في فقيد عرف بالهدوء والحكمة في كل شئون حياته. [email protected]