بصراحة يجب أن يدرك الهلاليون قبل غيرهم أن بطولة دوري أبطال آسيا أصبحت بالنسبة لهم (عقدة) أزلية، هم أنفسهم من خلقوها وعقدوها، وأصبحت هاجسهم الأول، وقد تكون هي وحدها التي أصبحت تقض مضاجعهم، ويجب أن يعرفوا قبل غيرهم أنهم هم فقط من صنعوا هذه العقدة، وقد تكون البداية عندما خرجوا الموسم قبل الماضي وأعلن الأمير عبدالرحمن بن مساعد استقالته الوقتية نتيجة خروج الفريق من أمام الفريق الإيراني في الرياض. وقد أعادت مباراة أم صلال الشهيرة الذاكرة إلى كل محب ومشجع هلالي، واليوم انتهى كل شيء بالنسبة للهلال آسيوياً، ولكن على الهلاليين أن يعملوا على عدم ترسيخ هذه المفاهيم الخاطئة لدى الشباب وناشئي الفريق، لقد أصبح العامل النفسي والمعنوي هو الحاجز والفاصل بين الهلال والبطولة الآسيوية. لقد انتهى كل شيء بالنسبة للهلاليين آسيوياً، وقد ضاع الهلاليون وتاهوا منذ رحلة الذهاب عندما حاولوا صرف الأنظار واختلاق المشاكل مع جهات أخرى مثل السفارة وغيرها. الهلاليون أخطأوا كثيراً ولم يتعاملوا باحترافية مع البطولة، وعليهم أن يعترفوا ويعالجوا أمورهم إن هم أرادوا العودة من جديد. الأهلي والاتحاد سفراء فوق العادة تأهل فريقي الأهلي والاتحاد آسيوياً متجاوزين أصعب الفرق ليتلاقيا من جديد ونضمن من خلالهما فريقا سعوديا يلعب على النهائي الآسيوي، والذي غابت عنه الفرق السعودية طويلاً. لقد تأهل الفريق الأهلاوي بكل جدارة واستحقاق بعدما تجاوز سباهان الإيراني برباعية جميلة جداً في جدة، كتبها وسطر حظوظها أبناء القلعة وأعادوا هيبة الكرة السعودية، وأعلنوا استمرار علو كعب الكرة السعودية على الكرة الإيرانية، ولم يخيب الاتحاديون تطلعات الجماهير السعودية عندما عادوا من الصين بنتيجة إيجابية رغم الخسارة، ولكن المهم أنهم تأهلوا وعادوا إلى أرض الوطن رافعين الرأس متجاوزين أغنى فريق صيني مصنوع بالمال وليس بالتاريخ والأمجاد. لقد استطاع قطبا جدة التأهل وأثبت الاتحاديون بالذات أن الخبرة والممارسة قد تفوقت على المهارة والإمكانيات الفنية رغم تقدم سن معظم لاعبي العميد.. نقول مبروك للأهلي والاتحاد وشكراً على ما قدموه وأعادوا ولو بعض بصيص من الأمل للكرة السعودية التي غابت على المستوى العام للمنتخبات والأندية على حدٍ سواء. نقاط للتأمل * لم يقدم الهلال ولاعبوه أي مستوى أو قتالية على الكرة، ولم يستطيعوا مجاراة لاعبي فريق أولسان الكوري حتى وهم يلعبون على أرضهم وبين جماهيرهم. * على الهلاليين أن يعملوا على إعادة الكابتن والأستاذ الكبير سامي الجابر إن هم أرادوا عودة الزعيم كما كان، وحل معظم مشاكله خاصة في ظل انشغال الرئيس وتواجده المستمر خارج البلاد. * هناك فرق كبيرة دائماً تحاول أن تحسم التأهل من مباراة الذهاب بتسجيل أكبر عدد من الأهداف، وهذا ما يفعله الاتحاديون دائماً في المسابقات الآسيوية. * الأهلي عاد من طهران بالتعادل وقرر الحسم أن يكون في جدة وفعل وحقق ما يريد (مبروك). * أتوقع أن يطلع على الساحة الرياضية أزمات هلالية بعد الخسارة القاسية خاصة تجديد عقود بعض اللاعبين وتسديد مستحقات البعض منهم. * تسجيل النصراويين لخالد عزيز رغم التصاريح والتحذيرات إلا أنه من الأخطاء المكررة وامتداد لثقافة اللاعبين منتهي الصلاحية؛ مثل عنتر يحيى وشوكت.. والقائمة تطول. * ما ذكره المدرب ماتورانا مدرب النصر قد سبقه المدرب زونجا هي إساءة لنا كسعوديين قبل أن تكون للرياضيين، وعلى الجهات المسؤولة دراسة ظاهرة إساءة السمعة التي تمس البلد. * أخيراً .. مبروك للأهلي والاتحاد، وهاردلك للهلال، وكل سنة وآسيا بخير. ونلتقي على خير مع جريدة الجميع (الجزيرة)، ولكم محبتي.. وعلى الخير نلتقي.