تحت شعار «تعزيز التجارة البينيَّة الإفريقيَّة وإنشاء منطقة تجارة حرة على مستوى القارة» يعقد منتدى التجارة الإفريقيَّة الثاني اجتماعًا يوم الاثنين المقبل ولمدة ثلاثة أيام بالعاصمة الإثيوبيَّة أديس أبابا، وذلك بمبادرة مشتركة من لجنة الأممالمتحدة الاقتصاديَّة لإفريقيا، ومفوضيَّة الاتحاد الإفريقي، وبنك التنميَّة الإفريقي، وتعد التجارة البينيَّة أحد محركات التنميَّة المستدامة في القارة الإفريقيَّة إذا واصلت نموها الاقتصادي وتبنيها السياسات الاقتصاديَّة السَّلِيمَة التي أثمرَّت عن النمو الاقتصادي الذي تشهده حاليًّا ويبلغ 5.3 في المئة ويُتوقَّع أن يصل العام المقبل 2013 إلى 5.6 في المئة. ويعقد هذا المنتدى بعد زيادة التعهدات والالتزامات من جانب دول القارة بتعزيز التجارة البينيَّة وبإنشاء منطقة تجارة حرة على مستوى القارة عام 2017، وكذلك بعد التزامات قويَّة من جهات ومنظمات دوليَّة عديدة بدعم تحقيق هذا الهدف. وتُؤكِّد المؤشرات أن القارة الإفريقيَّة تمتلك 12 في المئة من احتياطات النفط الدوليَّة، و40 في المئة من احتياطات الذهب، و52 في المئة من إجمالي الأراضي القابلة للزراعة في العالم، بالإضافة إلى ثروات ضخمة من الأخشاب وسوق واسعة غير مستغلة، ويرزخ كثير من الأفارقة تحت وطأة الجوع والفقر وتردى الأوضاع المعيشيَّة بينما هم في الواقع يقبعون على بحور من الثروات. ويؤكد تقرير للبنك الدولي أن البلدان الإفريقيَّة تفقد مليارات الدولارات من الإيرادات التجاريَّة سنويًّا بسبب الحواجز التجاريَّة المرتفعة فيما بينها، في حين أن تجارة القارة السمراء مع بقيَّة دول العالم تُعدُّ أكثر سهولة عن التجارة فيما بين بلدانها بحيث تخف العوائق التجاريَّة إلى حد كبير، فحجم التجارة البينيَّة الإفريقيَّة يبلغ نحو 11 في المئة من إجمالي التجارة في القارة وذلك مقارنة ب72 في المئة من التجارة البينيَّة في أوروبا، و52 في المئة في آسيا. ويفيد التقرير بأن وضع التجارة البينيَّة الإفريقيَّة يحرم القارة من مصادر جديدة للنمو الاقتصادي وفرص عمل جديدة وإمكانيَّة خفض معدلات الفقر.