انطلق مع تباشير العيد السعيد (كل عام وأنتم بخير) الدوري الإنجليزي لكرة القدم، الذي يعد الدوري الأقوى والأول عالمياً ومن يأتي بعده في الترتيب يأتي في المرتبة الرابعة من وجهة نظري. البريمرليق لا يخلو عادة من المفاجآت والنتائج القوية ومن البداية من الأسبوع الأول، وذلك يكشف قوة الدوري والفرق المشاركة ونجاح إعدادها وتقارب مستوياتها وصعوبة المنافسة على اللقب، ولا يزال في ذاكرتنا جيداً كيف حسم اللقب في الموسم الماضي قبل شهرين وبفارق الأهداف عندما تحولت خلال أربع دقائق البطولة من المان يونايتد إلى جاره السيتي ليصبح حامل اللقب بعد غياب دام 44 عاماً.. والإثارة في الدوري الإنجليزي ليست في اللحظات أو الأسابيع الأخيرة وإنما تبدأ قبل انطلاقة المباريات وتشتد مع بدايتها، وعن البداية يأتي الحديث عن نتائج الأسبوع الأول هذا الموسم الذي بدأ الأحد الماضي بخسارة ليفربول أمام وست بروميتش بثلاثية وتعادل أرسنال أمام ساندرلاند وانتهت الجولة الأولى بخسارة مانشستر يونايتد وصيف البطل بهدف يتيم امام ايفرتون، أما الإثارة قبل انطلاقة الدوري فهي قوية وفيها سباق طويل ومحموم وحديث قوي بلغة الأرقام، وأقصد بذلك (سوق الانتقالات الصيفية) الذي كان يحدث دويا في أوروبا بل العالم كله، فالدوري الإنجليزي معروف أنه المسابقة الأكثر إنفاقا على اللاعبين في سوق الاحتراف والانتقال الدولي، حتى اضطر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) للتدخل ووضع تنظيمات خاصة جديدة بعد عام 2009م عندما أنفقت الأندية الإنجليزية مبالغ خيالية جداً ووقعت تحت وطأت ديون كبيرة زادت على ثلاثة بلايين جنيه استرليني، فسن اليويفا قانون أو قاعدة (اللعب النظيف) في الإنفاق على سوق اللاعبين الذي يفرض على النادي أن يكون أكثر اقتصاداً بحيث لا ينفق أكثر من طاقته أو ميزانيته الرسمية المعتمدة والتي تكون أرقامها معروفة، ومع ذلك لم يخل سوق الانتقالات هذا الموسم من مفاجآت قوية وانتقال أسماء كبيرة بعضها إلى مواقع غير متوقعة وإنفاق مبالغ كبيرة وبعض الانتقالات لدعم الصفوف مثل انتقال فان بيرسي من أرسنال إلى المان يونايتد وبعضها لتعويض خروج لاعبين مثل الألماني لوكاس بودولسكي لتعويض فان بيرسي في الأرسنال، وغير الانتقالات الداخلية هناك سبعة أسماء ستشارك لأول مرة في الدوري البريمرليق بعد انتقالها من دوريات أوروبية ويتوقع لها جميعها أن تكون إضافة حقيقية إذا استطاع بعضها التأقلم مع قوة وسرعة إيقاع الدوري الإنجليزي. الإثارة الباقية ويبقى المهم في الموضوع وما يريد أن يصل إليه هذا المقال هو أن الدوري الإنجليزي بدأ ولكن فترة الانتقالات لم تنته ولم تقفل الفترة التي تستمر حتى نهاية شهر أغسطس الجاري أي أنه لا يزال هناك حوالي عشرة أيام أمام الأندية قبل أن تقفل الفترة وسيكون ذلك بعد جولتين من المباريات تكون الفرصة فيها قائمة أمام مدربي الأندية لإبرام آخر الصفقات برؤية مختلفة ونظرة عملية، وأيضاً تكون الصورة اتضحت أكثر أمام بعض اللاعبين الذين بقاؤهم واستمرارهم أو مشاركتهم في التشكيل الأساسي مع فرقهم (على حركرك) أي بين بين، وبالتالي قد يدفعهم ذلك إلى قبول عروض أخرى أمامهم، فإذاً، ومن الكرة الإنجليزية -وهي صاحبة التجربة الأكبر والأعرق في الاحتراف- فإن الوقت الأنسب والمثالي لغلق أبواب أو إنهاء فترة تسجيل المحترفين الصيفية ليست قبل أو مع انطلاقة الموسم ومبارياته الأولى وإنما بالتوقيت الذي يتزامن أو يأتي بعد البداية فتكون الإثارة مضاعفة، أعتبرها خطوة عملية ومثالية ويكفي أنها مطبقة في الدوري الإنجليزي. كلام مشفر - دورينا توقف بعد أسبوعين من انطلاقته، والدوري الإنجليزي بدأ مثيراً للغاية ولا توقف بعد أسبوعين وإنما الإثارة ستكبر وتزداد إذ بنهاية الأسبوع الثاني ستكون انتقالات اللحظات الأخيرة في الفترة الصيفية وستكون هناك بالتأكيد مفاجآت.. لا أقارن فقط معلومة على الطائر. - سن اليويفا على الأندية الأوروبية قانون اللعب النظيف في الإنفاق على شراء المحترفين لأنها تملك ميزانيات معتمدة ومسجلة ومراقبة وبالتالي يمكن رصدها ومحاسبتها، بعض القوانين لا يمكن تقليدها لأنها تحتاج إلى بنية تحتية قوية جداً! - ورغم القانون فإن الأندية الإنجليزية لا تزال متقدمة في الصرف وبمبالغ كبيرة إما لتعويض لاعبين أو استقدام أسماء جديدة، فأرسنال مثلاً أنفق أكثر من 60 مليون جنيه في ثلاثة لاعبين (على غير العادة)، وتشيلسي دفع قرابة أربعين مليون جنيه على صفقتين، وليفربول دفع 27 مليون جنيه مقابل انتقال جوالين من سوانس وهكذا.. - سبعة أسماء جديدة ستشاهد في البريمرليق من أبرزها المغربي كريم الأحمدي في استون فيلا وكاغاوا الياباني في مانشستر يونايتد والبجيكيان هازاد وفيرتونين في تشيلسي وهوتسبير على التوالي وميشو الإسباني في سوانزي والبرازيلي اوسكار في تشيلسي وبودولسكي الألماني بديل فان بيرسي في الأرسنال.