ملّ الغرب من المستشرقين المحبين للحضارة الاسلامية هذا الصمت غير المبرر له من العالمين العربي والاسلامي، وكأننا وحدنا من يملك هذا الدين ولم يوصينا سيد الخلق عليه افضل الصلاة والسلام بأن نكون خير مبشرين.. نحن أُمةً نعتز بسعوديتنا وعروبتنا وبديننا الإسلامي الوسطي السمح، نحن أُمة بحاجة ليس بالحديث فقط بل لترجمة أقوالنا وحضارتنا إلى أفعال ليفهمها الغرب. فلن يفهم الغرب اصالة وحضارة وعبقرية علمائنا الماضين بهدية او مجاملة او بأبتسامة او بمؤتمر يذهب مع أدراج الرياح بمجرد انتهائه! لابد ان نثبت للعالم اجمع اننا جزء لا يتجزأ من منظومة العالم، إن لم نقل الأكثر ثباتاً وتوازناً ويدللنا في ذلك نفطنا، كما قال الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله. حان الوقت لنشر ثقافة الحوار السلمي مع الاديان ونشر السلام، فالغرب منفتح على الثقافة الاسلامية ومتعطش لها. لندعوهم لزيارتنا ليروا ماتزخر به مملكتنا السعودية من اثار عريقة لها قصص وعبر لأولي الألباب. عبادتنا الوسطية البعيدة عن التشدد النتِن . نوضح لهم ديموقراطيتنا برؤيتنا نحن، ونوضح لهم قوله تعالى {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}، وإن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار. كل هذه المبادئ الدينية والمنظومة السياسية الوسطية وضعها القرآن الكريم قبل القوانين الوضعية من رأسمالية وشيوعية التي جرت الدول للخراب. نريهم اننا بلد يحترم عفة وطهارة المرأة وكرمها افضل تكريم بأن جعل الجنة تحت اقدام الامهات واعطاها حقوقا كثيرة حرمت منها المرأة في الديانة اليهودية والمسيحية. نريهم اننا بلد يقدر المرأة فهي نصف المجتمع وسيصبح لها دور فعال بدخولها قبة الشورى والمجالس البلدية. لابد أن يعرفوا أننا بلد تقل فية نسبة الجريمة والاغتصاب مقارنة بالدول المتقدمة. لابد أن يرى العالم أجمع حالة الأمن التي نعيشها بفضل الله ثم بفضل المغفور له بإذن الله سيدي ولي العهد نايف بن عبدالعزيز ووزير الداخلية الأمير احمد بن عبدالعزيز رعاه الله -وسدد خطاه. فنحن ننام وابواب بيوتنا مفتوحة ومكاتبنا التجارية مقفلة بأقفال بسيطة وبعض الدكاكين الشعبية تغطى بشراشف ليعودوا ويجدوا بضاعتهم كما هي، عندنا سرقة ولكن بنسبة قليلة مقارنة بغيرنا من الدول المتقدمة. لابد ان نؤصل ثقافتنا البدوية ونعتز بالسيف والخيمة الشعبية والمشغولات اليدوية ونفخر بأبناء سعود أدام الله حكمهم الذي وحد الجزيرة العربية وقومها على السنة النبويةً وقضى على الطائفية والتناحر والمذهبية. لنا الحق ان نفخر بماضينا البعيد والقريب وبعاداتنا وتقاليدنا وأهازيجنا الشعبية الجميلة ورواياتنا البدوية التي تنبض شجاعةً وكرمًا ووفاًء وقصص الحب التي تفيض عفةً وعذرية ، فلدينا موروث قصصي شعبي من حقة علينا ان يدون ويذكر في كل المناسبات الداخلية والخارجية . لابد أن ندعو الغرب ليعيشوا ويتعايشوا معنا في واقعنا البسيط البعيد عن التكلف حتى نمد لهم جسور التواصل لنشر الدين الأسلامي ليس بالقوة وارهاب الامنين بل بالعشرة والكلمة الطيبة. لابد ان تعرف الأمم الأخرى بسماحة الدين الاسلامي ، فنحن امة السلام ،امة إن الله رفيق يحب الرفق، أُمة من لايرحم لايُرحم، نحن أُمة محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي قال: يسروا ولا تعسروا، نحن أُمة البر حسن الخلق، نحن أُمة ليس منا من لم يقدر كبيرنا ويرحم صغيرنا، نحن أُمة أعزنا الله بالإسلام ، نحن أُمة القرآن .. وباختصار وبكل فخر نحن خير أمة أخرجت للناس. جنيف