بقلم - ديفيد وليامز وماري ميشيل سكوت : بالنسبة إلى الرؤساء التنفيذيين الذين يحاولون اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت المشاركة في الإعلام الاجتماعي تستحق وقتهم، ثمة أبحاث جديدة في هذا الخصوص يمكن أن ترجّح كفة الميزان في أحد الاتجاهين. فبحسب تقرير جديد صادر عن موقع CE0.com وشركة «دومو» لنُظُم معلومات الأعمال، بدا الإعلام الاجتماعي أكثر شيوعاً من أي وقتٍ مضى في أوساط العملاء الأميركيين، حيث أنّ 50% من هؤلاء يستخدمون ال»فيس بوك» وأكثر من 37% منهم يستخدمون ال»تويتر». أما في أوساط الرؤساء التنفيذيين للشركات التي تندرج ضمن قائمة «فورتشن 500»، فيشير التقرير إلى استخدام 7.6% منهم فقط ال»فيس بوك» و4% ال»توتيتر» وأقل من 1% ال»غوغل بلس». ويبقى موقع «لينكد إن» الشبكة الاجتماعية الوحيدة التي يتفوق الرؤساء التنفيذيون في إطارها على العامة: 26% من الرؤساء التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع يستخدمون «لينكد إن» بالمقارنة مع 20.15% من سكان الولاياتالمتحدة ككل. بيد أنّ تقريراً آخر صدر مؤخراً في الإطار ذاته، يلفت إلى احتمال حصول تغيير في موقف الرؤساء التنفيذيين المتردِّد حيال الإعلام الاجتماعي. إذ، عندما استطلعت «أي بي أم» (IBM) رأي 1709 مسؤولين تنفيذيين من أنحاء العالم في الآونة الأخيرة، وجدت أنّ 16% منهم فقط يشترك حالياً في الإعلام الاجتماعي. ولكنها توقعت في دراستها أن ترتفع هذه النسبة إلى 57% في غضون خمس سنوات - وأن يحتل الإعلام الاجتماعي حقيقةً المرتبة الثانية بين طرق التواصل مع الموظفين والعملاء، بعد وسائل التفاعل المباشر. ولم هذا التغيير؟ الواقع أنّ قادة الشركات قد بدأوا أخيراً باستيعاب ما يدركه الموظفون والعملاء في الأساس، ومفاده أنّ استخدام وسائل التكنولوجيا الاجتماعية للتعامل مع العملاء والمزودين والموظفين يساعد شركاتهم على أن تكون أكثر تكيّفاً ومرونةً. فمن وجهة نظرنا كقادة، نرى في الإعلام الاجتماعي سبيلاً لاستقطاب العملاء، الأمر الذي كان ليكلّفنا الكثير من المال لو أردنا بكل بساطة شراء مواقعنا الأولى من خلال الإعلانات عبر الإنترنت. وهذه المسألة بالنسبة إلينا، هي عائد إيجابي على الاستثمار. إلى ذلك، وفي السياق ذاته، لا بد من الإشارة إلى تقريرٍ آخر ضمن إطار الأبحاث الأخيرة، ونعني به «استطلاع براند فوغ للرؤساء التنفيذيين 2012» (BRANDFog 2012 CEO Survey) الذي يبيّن أنّ أكثر من 82% من المشاركين يميلون إلى الثقة بشركة ينخرط رئيسها التنفيذي وطاقم موظفيها في الإعلام الاجتماعي. ويفيد الاستطلاع أيضاً أنّ 77% من المشاركين يُبدون رغبةً أكبر بالشراء من شركة تُقاس قيمتها بمدى مشاركة قيادتها في الإعلام الاجتماعي. فالواضح أنّ هذا النوع من الإعلام بات عنصراً حيوياً في مجال الأعمال. ولكنّ المكافآت الكبرى لا تكون سوى من نصيب الشركات التي يأتي الالتزام الاجتماعي فيها من الإدارة العليا. ومن هذا المنطلق، نتساءل عن السبب الذي قد يدفع بأي شركة لتجاهل مثل هذه المنفعة التنفاسية المحتملة والمهمة. (ديفيد كاي. ويليامز وماري ميشيل سكوت هما على التوالي الرئيس التنفيذي ورئيس شركة «فيشبول» (Fishbowl) المنتجة لبرنامج «فيشبول إنفنتوري» (Fishbowl Inventory Software) والكائنة في مدينة أوريم، في ولاية يوتا.)