مرة أخرى وبتخبط آخر تصر قناة mbc على عدم اهتمامها برأي الجمهور، وعلى الرغم بأن هناك شبه إجماع في الساحة من الجمهور والإعلاميين حالياً حول تردي مستوى المسلسلات الخليجية الدرامية إلا أن إدارة mbc تواصل إنتاجها للعديد من المسلسلات ذات المستوى السيئ شكلاً ومضموناً ومن ضمنها مسلسل (كنة الشام وكناين الشامية)، الذي يواصل أولى تخبطات الدراما الخليجية بأغنية مثيرة للشفقة يؤديها عبدالله الرويشد لكسب تعاطف المشاهد، وهم لا يعلمون أن تلك الأغاني تخلق الكثير من السخرية من قبل الجمهور الخليجي الواعي الذي تربى في العقود الأخيرة على أعمال درامية عالمية سواء من كوريا أو من أوروبا أو من الولاياتالمتحدة علمته الفرق بين الإنتاج السطحي والإنتاج الاحترافي.للأمانة المهنية والنقدية نقول إن مسلسل (كنة الشام وكناين الشامية) يتميز بضخامة الإنتاج وتميز الصورة والشكل الفني سواء التصوير أو الديكور والأزياء ومستوى الإضاءة الاحترافي، وحتى التمثيل نجد أن هناك تطوراً ملحوظاً في أداء الممثلين، خصوصاً في عبدالرحمن العقل وإلهام الفضالة، وبالطبع شجون التي تواصل تألقها الدائم في المسلسلات الدرامية الخليجية، ولكن لا يزال المسلسل يقع في نفس الإطار الذي لا يستطيع منتجو الدراما الخليجية الخروج منه حتى يوم الدين وهو الأداء المسرحي العام للتمثيل خصوصاً من مريم الصالح ويعقوب عبدالله وعلي كاكولي. المبالغة في طقوسية الشخصيات أحد أكثر الملاحظات على المسلسل، مع صناعة فانتازيا عجيبة وافتعال غريب في خلق الأحداث والضعف في بناء الشخصيات والقصص المولودرامية التي تستهدف لاستدرار دموع المشاهدين التي يبدو أن تسبب لهم دموع الضحك وليس التأثر، وفلسفة غريبة في تصرفات الشخصيات مثل كبيرة السن وهي تضع الحجاب بين بناتها، أو البكاء بلا دموع أو حتى مع ماكياج لبعض الممثلات مُبالغ فيه شبيه بفتيات الجيشا، على الرغم أنه في هذا المسلسل نجد أن هناك واقعية جيدة في ماكياج بعض شخصيات المسلسل على عكس غالبية المسلسلات الخليجية الأخرى التي تضع كميات كبيرة من مساحيق الماكياج حتى للأطفال أو كبار السن وليس للحسناوات فقط. هناك أخطاء فنية في المسلسل لا تغتفر مثل مشهد السينما في الحلقة الثانية عشرة عندما ظهر ثلاث مرات صوت المايك أثناء حديث الممثلة ولأول مرة أعرف أن هناك سينما بكراسي حفلات، أو وضوح إضاءة الداي لايت في الحلقة الخامسة، وسوء صوت الأم في مشهد المطبخ في نفس الحلقة.في النهاية نتمنى أن يعي جميع كتاب ومنتجي المسلسلات الخليجية الدرامية أن الجمهور الخليجي أصبح على قدر كبير من الوعي والثقافة في الصورة السينمائية قبل التلفزيونية لذا عليهم مضاعفة الجهد لتقديم أعمال مشرفة تنافس على الأقل مثيلاتها الدرامية في سوريا ومصر، وكل تخبط خليجي ونحن بخير.