وصل المحتجز السابق في السجون الأسرائيلية عبدالرحمن محمد العطوي إلى مدينة تبوك مساء أمس الأول حيث مقر سكن أسرته، بعد أن مكث في الرياض عدة أيام بعد عودته من الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي قضى فيها ما يقارب العام قبل أن يفضَّل العودة إلى وطنه والعيش الكريم في مجتمعه ومع أسرته والعودة لوطنه رغم توفير ضمانات قانونية وإنسانية للإقامة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. (الجزيرة) هنأت العطوي بسلامة بالعودة لأسرته، فيما أبدى العطوي سعادته بلقاء الجزيرة ومعرفته عن متابعة الصحيفة لقضيته ومستجداتها منذ ما يقارب السبعة أعوام واطلاعه على الرساله التي وجهتها ابنته رحيل وهي في التاسعة من عمرها آنذاك لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- ومناشدتها له عودة أبيها بطلب لسفارة خادم الحرمين الشريفين في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي سهلت إجراءات العودة, وهذا ليس بمستغرب على المسؤولين وقادة هذه البلاد الذين يوصون برعاية وخدمة مواطنيهم والاهتمام بهم داخل وخارج المملكة وبعد جلوسنا مع العطوي والذي بدت عليه أثر معاناة السبعة أعوام في سجون الاحتلال الإسرائيلي حيث يعاني من مشكلات صحية في التنفس وعدم التركيز في المشي وهذا ظهر أمامنا، حيث عدم اتزانه في المشي بالإضافة لى ضعف النظر بسبب فترة الاحتجاز وحجب أشعة الشمس عنه سنوات عديدة. العطوي أعرب عن سعادته بالتحدث للجزيرة وقال: أنتم أول صحيفة أتحدث لها ورفضت الحديث لعدد من الإعلاميين الذين قابلوني في الرياض قبل وصولي لمدينة تبوك رغم حضور عدد من المصورين الذين تمت الموافقة فقط على التقاط صور له بوجود المحامي كاتب الشمري مبتدراً حديثه بالمعاناة وتفويضه أمره لله، فهو وحيد في غياهب السجون الإسرائلية بعد أن تم القبض عليه بعد أن ضل طريقه أثناء قيامه برحلة صيد في صحراء سيناء وقال أنا من هواة الصيد وضللت الطريق حتى تم القبض عليّ وكان بحوزتي جواز سفري وعندما علمت بأنني وقعت بين يدي جنود الاحتلال أخبرتهم بأنني تهت وضللت الطريق ليتم التحقيق معي وكانت إجابتي لم تتغير رغم قسوة تعاملهم.. وقد أضربت عن الطعام مرات عديدة خلال سنوات السجن لإحساسي بالظلم ولم أقم بعمل يستوجب سجني رغم الحكم عليّ بثلاثة أشهر من محكمة إسرائيلية ورغم انقضاء المدة لم يتم إطلاق سراحي فاستمررت في إضرابي عن الطعام لمدة ثلاثة أشهر وخمسة وعشرين يوماً متواصلة وقد فقدت من وزني 35 كجم وأصبح وزني ما يقارب ال38 كجم بعد أن كان وزني 72 كجم وعند ذلك تم نقلي لأحد المستشفيات ليتم تغذيتي عنوة بواسطة المحاليل الطبية وتقييد حركتي واستمر إضرابي عن الطعام خلال عام ونصف بين الحين والآخر أضرب عن الطعام حتى تابعت حالتي منظمات وهيئات لحقوق الإنسان وكذلك تحدثت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائلي عن قيامي بالإضراب عن الطعام حتى تم نقلي لإحدى المزارع التي تتبع لسجون الاحتلال، وجاء ذلك بعد مواصلتي الإضراب عن الطعام وترحيلي للولايات المتحدةالأمريكية وحتى عودتي لوطني الغالي. من جانب آخر تحدث للجزيرة وعبر اتصال هاتفي أمس الأربعاء مديرة مؤسسة مانديلا لحقوق الإنسان في فلسطين المحامية بثينة دقماق التي رافعت عن عبدالرحمن العطوي أثناء فترة اعتقاله في السجون الإسرائيلية حيث قدمت تهانيها لأسرة العطوي بعودته لوطنه، وقالت إن عبدالرحمن تعرض للظلم والسجن الطويل غير المبرر رغم صدور حكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر إلا أن سلطات الاحتلال حبسته بحجج واهية رغم تأكيده السبب وهو أنه ضل، وقالت ما زلت أذكر لحظة فرحته وهي توصل له صورة ابنته الطفلة (رحيل) حيث كان ذلك الأثر الكبير في نفسه ونقله أخبار أسرته التي توصل عبر المنظمات الحقوقية وتحدثت عن الفترة التي قام فيها العطوي بالإضراب عن الطعام حتى رضخت السلطات الإسرائلية وأطلقت سراحه مما أثر عله في ضعف بالبصر وفقدانِ الشهية، إلى جانب نزول وزنه بشكل كبير. ويذكر أن عبدالرحمن كان وقد سبق عمل بالدفاع المدني بتبوك قبل تركه عمله وقد ذكر أحد المسؤولين بأن كان له مواقف شجاعة في عمليات إنقاذ الأشخاص وسبق أن تلقى ثناء المسؤولين أثناء مساهمته في محاولة إنقاذ طفلين شقيقين من الغرق كما نه عمل مسؤول مالي في إحدى المؤسسات في قطاع خاص في مكةالمكرمة، وقد أثنى عليه مالك المؤسسة لأمانته.. وفي نهاية اللقاء قدم عبدالرحمن العطوي وشقيقه موسى وأشقاؤه كافة الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهد الأمين وسمو وزير الداخلية وسمو مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية لما لمسوه منهم -يحفظهم الله- من دعم واهتمام في عودة شقيقهم.. كما كان الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك على مواقفه واهتمامه ومناشدته في أن يتم استكمال علاجه في أحد المستشفيات لما يعانيه من مشاكل صحية في الرئتين وعدم الاتزان في المشي وضعف النظر بسبب سجنه وإيجاد فرصة عمل ليقوم بإعالة طفلته حيث أصبح بلا عمل.