وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ صدق الله العظيم. إنه ليعز كثيراً على النفس أن نقف اليوم نعزي أنفسنا لفقد أغلى وأعز الرجال فقيد المملكة العربية السعودية والأمتين العربية والإسلامية، الراحل العظيم، المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، طيَّب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، وأنزله منازل الصالحين والأبرار. لقد كان وقع خبر وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية علينا مؤلماً، وانتابتنا مشاعر الحزن والأسى لفقد نايف الوطن والأمة. فالمملكة العربية السعودية ليست وحدها التي خسرت هذا الرجل، بل الخسارة تعم كذلك العالمين العربي والإسلامي بغيابه، فسموه كان مثالاً في المسؤولية والالتزام بهموم شعبه وأمته، فقد عمل سموه طوال هذه السنين على تحقيق كل ما من شأنه أن يدفع بعجلة التنمية بما يحقق الرفعة لهذا الوطن العزيز، وهذا ما تحقق بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل قيادته الحكيمة لدفة الأمن والتنمية لهذا البلد، وقد ارتسمت ملامح هذا النجاح على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية للمملكة طوال السنوات الماضية حتى أصبحت دولتنا قوية ويغلب عليها طابع الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي، وهذا بدوره أثمر عن بروز المملكة كدولة لها ثقلها السياسي والأمني، ولها دور مؤثّر على المستوى الإقليمي والعالمي. إن حزننا اليوم كبير برحيل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - يرحمه الله- الرمز والإنسان المعلم الذي نجح في كل ما أوكل إليه من مهام جسام، بل وضع بصمته على أمن الوطن، فجمع القوة واللين والصرامة في تطبيق الأنظمة، والعفو عند المقدرة، فباتت بلادنا من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها عنواناً للأمن والأمان تحت ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- وسيبقى نايف في قلوبنا وإن رحل جسداً، وسيبقى الوطن عزيزاً برجاله الأوفياء. سنبكي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود طويلاً، وسنفتقد برحيله نموذجاً نادراً وفريداً من الحكام، منحه الله من الصفات والسجايا ما لم تغيّره عظمة الحكم، مما سيبقيه مخلداً في الذاكرة والوجدان. ولا يفوتني هنا أن أرفع العزاء لمقام سيّدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولجميع أفراد الأسرة الكريمة، ونعزي أنفسنا أولاً ب(نايف الوطن) الذي كان قريباً من الجميع، ووالداً لنا، وأدعو الله عزَّ وجلَّ أن يتغمد فقيد الوطن برحمته، وأن يسكنه فسيح جناته ويلهمنا الصبر والثبات، ويوفّق الأمير سلمان بن عبد العزيز لاختياره ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع، سائلاً المولى سبحانه وتعالى أن يوفّقه لما يحبه ويرضاه لخدمة هذا الدين العظيم، وهذا الوطن الغالي الذي يتطلب منا جميعاً خدمته دائماً بما نملك في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين. رحم الله فقيدنا الغالي وتغمده بواسع رحمته ورضوانه ومغفرته، وأسكنه فسيح جناته وألهمنا وإياكم الصبر. إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .