الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح: يشهد جناح المعرض البيئي (بيئة الرياض) الذي تنظمه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وذلك ضمن أنشطة برنامج أرامكو الثقافي الصيفي لهذا العام في العاصمة, العديد من الفعاليات التي لاقت رواجا وإقبالا متزايدا من قبل زوار المعرض، حيث يجسد المعرض البيئي تدشين الانطلاقة الحقيقية لأنشطة التوعية والإعلام البيئي للجنة العليا لحماية البيئة في مدينة الرياض. ويهدف المعرض البيئي إلى رفع مستوى الوعي بقضايا البيئة وتنمية مفهوم المواطنة البيئية لترسيخ الشعور بمسؤولية الجميع تجاه البيئة لتحقيق مفاهيم التنمية المحلية المستدامة. وتركز الهيئة العليا في رسالتها في المعرض الذي حمل شعار (سلوك أخضر لحياة أفضل) على تفاعل الأفراد مع بيئتهم لا سيما وأن المشكلات البيئية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالسلوك الإنساني. وتستخدم الهيئة أفضل وسائل الإعلام الحديث لتحقيق التفاعل والتواصل مع كافة فئات المجتمع من زوار المعرض البيئي والذي تم الإشادة به من قبل كافة الزوار من كبار المسؤولين والمتخصصين وكبار مسؤولي القطاع الخاص والجمهور بصفة عامة، حيث دأبت الهيئة العليا على تحقيق التميز والريادة في المبادرات الرامية لتحقيق مفاهيم التنمية المحلية المستدامة وعلى الأخص ما يتعلق بالجوانب البيئية. ويتضمن المعرض العديد من الأقسام التي حددت وفقا لرسالة معرض هذا العام، حيث تم إنشاء مسرح خاص مزود بأحدث الأنظمة الصوتية والإضاءة وشاشة خاصة لنقل الفعاليات بداخله، ويشتمل نشاط المسرح على عروض تفاعلية للجمهور بمختلف فئاتهم من خلال برامج ترفيهية للأطفال وأسرهم، وإلقاء المحاضرات التوعوية وعرض الأفلام المتنوعة في مجال حماية البيئة وعمل لقاءات وورش عمل مع المختصين في مجال حماية البيئة والجمهور وتقديم الهدايا التذكارية لكافة الزوار. ويتضمن المعرض قسماً خاصاً للتوعية بمشكلات نفايات المدينة لتعزيز التواصل مع سكان العاصمة لرفع مستوى كفاءة الإدارة البيئية لها، واشتمل على تبني إحدى المبادرات البيئية في هذا المجال وأبرزها مشاريع بيوت بلا نفايات والمقدم الأستاذة بشرى الدريهم. بالإضافة إلى تخصيص ركن متميز لأعمال الفنان العالمي صديق واصل لإبراز مرحلة الإبداع في الاستفادة من خامات البيئة المهملة والتي من خلالها استطاع هذا الفنان إيجاد أعمال نحت متميزة أضحت علامة بارزة في مسيرته الشخصية ونشاطا للفن السعودي المعاصر. وركزت الهيئة أيضا من خلال معرض البيئة هذا العام على مشكلات المياه وظاهرة الإسراف والتلوث في مياه المنازل حيث خصص قسم متكامل للتوعية بهذه المشكلة وتزويد القسم بالمختصين لتحقيق التواصل الفعال مع الجمهور أثناء زياراتهم للمعرض. وذلك بمشاركة شركة المياه الوطنية. كما اشتمل المعرض على قسم متكامل لإبراز السلوكيات السلبية في بيئة المنازل الداخلية والتعريف بالملوثات وسبل تجنبها وإبراز مخاطرها، كما تضمن جناحا متميزا بطريقة عرضه للتوعية البيئية بالأماكن الطبيعية والمتنزهات العامة خاصة مشروع وادي حنيفة من خلال عرض متميز بلوحات فنية متحركة تم إنتاجها لهذه المناسبة. الجدير بالذكر أنه روعي في هذا المعرض استخدام أدوات التقنية الحديثة وتعزيز التواصل مع وسائل الإعلام الجديد من خلال تخصيص ركن للتواصل الاجتماعي مع المتابعين من خارج المعرض وتفعيل قنوات الاتصال مع كافة الجمهور والمتابعين للقضايا البيئية بواسطة التويتر والفيسبوك واليوتيوب. ويتم تقديم العروض التوعوية من خلال شاشات تلفزيونية في جميع الأقسام وتدريب العاملين في هذا المعرض لتحقيق التواصل الفعال مع كافة فئات الجمهور لنقل المعلومات والمعارف بشأن القضايا البيئية للجمهور بشكل مبسط وشامل من خلال توفير كافة عناصر التشويق في الوسائل الإعلامية, وربط هذه المشكلات والقضايا البيئية بهموم المواطن لرفع وعيه بأبعاد ومخاطر هذه القضايا وآثارها عليهم كأفراد, من خلال تبني السلوكيات الإيجابية وتعزيزها في هذا المجال. وقد أبدى العديد من المسؤولين فخرهم واعتزازهم بما تقدمه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في هذا الجانب حيث أشار المهندس خالد الفالح رئيس شركة أرامكو السعودية إلى أن ما قدمته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض من خلال هذا المعرض يعد عملاً متميزاً في نشر ثقافة الوعي البيئي لكافة أفراد المجتمع حيث أكد خلال زياته للمعرض بأن البيئة أضحت شأناً هاماً في حياة المجتمعات ومن خلال هذه العروض التفاعلية فإن ذلك التواصل مع أفراد المجتمع للاهتمام بقضايا البيئة. كا أشادت الدكتورة نورة الفايز نائبة وزيرة التربية والتعليم أثناء زيارتها للمعرض بالإمكانيات التي وفرتها الهيئة لإبراز المعرض لكافة أفراد المجتمع بهذه الناحية الجمالية المتميزة باستخدام كافة وسائل الاتصال الحديث وأبدت من خلالها استعداداتها لدعم مشاريع التربية البيئية من خلال شراكة فعالة مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في هذا المجال. وثمن الدكتور عبدالله الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام, دور الهيئة العليا في رعاية المعرض البيئي مؤكداً أن المجتمع في حاجة إلى تفعيل الإعلام البيئي حيث أشاد معاليه بكل ما قدم في المعرض من محتوى وإمكانات تقنية أسهمت في إضفاء مزيد من الإثارة والتشويق للزوار. كما أبدى كل من الدكتور سليمان العيدي وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون التلفزيون والأستاذ إبراهيم الصقعوب وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون الإذاعة والدكتور رياض نجم, اعتزازهم وفخرهم بما قدمته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض من خلال اللجنة العليا لحماية البيئة عبر المعرض معتبرين ذلك بأنه أسلوب متميز في الإعلام البيئي. فيما وصف العديد من كبار الشخصيات التي زارت المعرض البيئي جناح الهيئة بالمتميز في التنظيم والأداء والمحتوى مستدلين على ذلك بالإقبال والتفاعل الجماهيري المتزايد يوما بعد يوم.