أعاننا الله على صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه عزوجل,, وأعاننا الله على احترام قدسية هذا الشهر,, واستشعار فضله,, والالتزام بمبادئه,. يأتي رمضان,, وينقضي,. ورمضان,, يتلوه رمضان,. فنصوم نهاره,, ونقوم ليله,, ونقرأ القرآن,. نمارس هذه العبادات,, ولكن,, هل نحس بمضامينها وندرك معانيها أم أنها في نظرنا طقوس ارتبطت بهذا الشهر,, وتنتهي بانتهائه,, لتعود مرة أخرى مع عودته,,!! نصوم النهار,, نمتنع عن الأكل والشرب,. نؤخر السحور إن أمكن ,, ونعجل الفطور وهذا ممكن ,, دون ان نسأل أنفسنا اذا ما كان هذا هو الصوم الحقيقي بمعناه الشمولي,, ومضمونه الروحاني؟! نصلي خلف الإمام,, نقنت معه,, نرفع أكف الضراعة,, في الوتر,. نؤمن مع كل دعاء,. نهلل في موضع التهليل,. ونسبح في موقع التسبيح,. يقول: اللهم امحق دولة اليهود . فنقول: آمين. يقول: اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم. ونقول: آمين. يدعو للمسلمين في كشمير والفلبين,. وكوسوفا,, وفلسطين,, وللمستضعفين منهم,, في الشيشان,, وفي كل مكان. فنقول: آمين,, آمين,. ويلهج بالدعاء,, لوالدينا,, ولشباب المسلمين وشاباتهم,, و,,و,, ونقول: آمين,. ولكن,, هل نعي الآمين ,, ومضامينها؟! أم أنها ردة فعل لا إرادية,, لدرجة أن البعض لا تتحرك شفتاه,, وربما اكتفى بترديد البعض لفرض كفاية ,, ان جاز التعبير! نتلو القرآن,, نختمه,, وربما عدة مرات في هذا الشهر,. فهل نتبع محكمه,, ونؤمن بمتشابهه؟! كم من آية نمر عليها ونحن عنها معرضون؟! استغفر الله عن التعميم,, فما زالت أمة الاسلام بخير,, وما زال شبابها بخير. وهذا ما نلحظه في المواقع التي تدل على ذلك,, لكن ثمة فئة قليلة هي ما أعنيه ولابد من وجودها,, فنحن بشر كلنا خطاءون,, وخير الخطائين التوابون . ثم انني هنا لست في مجال الحديث عن واقع الأمة الاسلامية,, ولا عن شبابها بصورة عامة,, فهو واقع مؤلم,, ومعروف,, لا يحتاج لمزيد من الايضاح,, أو التباكي وذرف الدموع,, ناهيك عن مجال الحديث وموقعه,, لكنني اتحدث عن فئة قليلة في عددها,, كبيرة في تأثيرها,, وهنا مكمن الخطورة,, وهي خطورة تنبع من اتجاهين متضادين,, مما يجعلها تصب في مسار واحد,, يؤدي في النهاية الى هدف واحد,, أو نتيجة واحدة,, يتضح مداها من خلال محتوى هذين الاتجاهين,, النابع من مصدرهما,. هذان التياران,, أو الاتجاهان هما: الأول: الاعتقاد,, بأن ما تقوم به هذه الفئة هو عمل صحيح يهدف الى اصلاح وضع معين,, فيخطئون وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ,, وهنا الخطورة في كون المتلقي ينظر لهذه الرسالة من ذلك المنظور. الثاني: ادراك خطأ الأسلوب,, والاصرار عليه لحاجة في نفس يعقوب ,, وهنا تصبح الخطورة أكبر,. واذا كنا كمجتمع لا نقر هذا الاتجاه,, ولا نؤمن به كمبدأ,, بأي حال من الأحوال,, فكيف به ونحن نعيش شهرا فضيلا,, يمثل الركن الرابع من أركان الاسلام,, ونأتمر بصيامه,, صياما حقيقيا,, بكل أبعاد هذا المصطلح,, الحسية والمعنوية؟!. للأسف إننا وأعني هذه الفئة القليلة,, وهي المنتمية للمجتمع الشبابي بصورة عامة,, والرياضي بصورة خاصة,, والصحافة الرياضية,, وحتى لا أقع في المحظور أقول بعض المنتمين لهذه الشريحة ولا أبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء . أقول: للأسف اننا نعيش رمضان كما نعيش غيره,, اتهامات,, وقذف,, تحقير,, وتقليل من قيمة الآخرين,. تراشق بالكلمات,, وتنابز بالالقاب,. لا نحفظ للنفس كرامتها التي منحها لها خالقها,, ولا نحفظ لهذا الشهر قدسيته,, التي فرضها ربه,, ورب سائر الشهور,, نغفل عن أخطائنا,. ونمارسها لدرجة لا أقول انها تفسد صومنا فلست مؤهلا للفتوى,, ولا للحكم على مسألة بين العبد وربه,, لكنني أجزم أنها على الأقل تقلل الأجر وتضعف المثوبة,,! يأتي رمضان ,, فرصة سانحة,, لتغتسل فيه النفس الأمارة بالسوء من ادرانها,. يأتي رمضان,, فرصة سانحة لتصافي النفوس,, ومغفرة الأخطاء,. يأتي رمضان,, فرصة سانحة لنسمو بعلاقاتنا الاجتماعية,, بعيدا عن أرض الشبهات! يأتي رمضان,, فرصة سانحة لنقلع عن كثير من عاداتنا السيئة,, وممارساتنا الخاطئة,. يأتي رمضان,, فرصة سانحة لنثوب الى رشدنا بالابتعاد عن زلات ندرك ضرها,, ونؤمن بنعمة البعد عنها,. للأسف,. يأتي رمضان,, وتضيع كل هذه الفرص,, دون أن نشعر بمرارة الندم,, كما نشعر به عند ضياع الفرص من أقدام المهاجمين أمام المرمى! للأسف: يأتي رمضان,, وينقضي كطيف عابر في حياتنا,, لا نتذكر منه,, أو لا يميزه عن غيره إلا الدورات التنشيطية. لست ضد هذه الدورات,, بل انني معها,, لكنني اتساءل عن دور الأندية الحقيقي في هذا الشهر الفضيل؟! ودورنا في الاستفادة من أيام هذا الشهر,. والاستفادة من معطياته,, غير المحسومة,, وهي وان كانت كذلك إلا ان لها تأثيرها الأكبر على اعادة صياغة النفس البشرية,, وهيكلة برنامجها في التعامل مع ذاتها ومع الآخرين. *** خلق الله,, حسن بثت وكالة الأنباء الفرنسية بداية هذا الأسبوع خبرا,, نشرته بعض الصحف لدينا دون تعليق,, يقول الخبر: يبدو نجم الملاكمة العالمي اليمني الأصل البريطاني الجنسية في هاتين الصورتين بشكلين مختلفين حيث يظهر على طبيعته في الصورة الأولى، بينما يظهر في الصورة الثانية بشكل آخر نسيم كان واحدا من عدد كبير من النجوم الذين خضعوا لعمليات تغيير البشرة نزولا لنداءات جماعات ناشطة تدعو للمساواة ونبذ التفرقة العنصرية اخضعت مجموعة من نجوم الملاعب صورها لتغييرات جوهرية في الجنس باستخدام مستحضرات تجميل وفنون الكمبيوتر، حيث بدا بطل العالم لوزن الريشة نسيم حميد ببشرة بيضاء وشعر اشقر وعيون زرق تأكيدا بأن اللون لم يعد وسيلة للتفرقة بين البشر. يقول الخبر أيضا: انه شارك في هذا الاستعراض كثيرون منهم ديفيد بيكام الذي اختار أن يكون أسود اللون أكرت الشعر,, انتهى الخبر. حقيقة فقد توقفت عند هذا الخبر طويلا ليس كونه من احدى صرعات الحضارة الغربية التي ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب,, كما يمثل خواء فكريا لدى فئة لم تجد ما تقدمه للبشرية من عطاء ايجابي. ولا لأنه يمثل خروجا عن الطبيعة البشرية التي نرى من خلالها كمسلمين أن الله خلق الانسان في أحسن تقويم وأنها تجسد ما وصلت اليه هذه الحضارة في جانبها السلبي (ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله,, الآية). وهما أمران ننطلق من خلالهما كمسلمين في رؤيتنا لتحليل الخبر,, الى آفاق أوسع,, ولكن من خلال منظور الحضارة الغربية له الواردة في مضمون الخبر. وهنا,, رؤيتان: الأولى: ورد في مقدمة الخبر الذي صاغته الوكالة الفرنسية أن البطل!! يظهر على طبيعته الأولى، وبشكل آخر في الثانية. وهذا ابلغ رد على الخبر,, من مصدره نفسه فأيهما يتماشى مع الفطرة,, والعقل,, والمقبول,, الطبيعة أم الآخر؟! الثانية: طالما أن الهدف هو المساواة,, ونبذ التفرقة العنصرية,, فقد كان المفروض أن يخرج نسيم بصورته الحقيقية والطبيعية,, لأننا ندرك جميعا,, التفرقة التي يعنيها الغرب,, ونظرته الدونية للملونين,, وعليه يفترض ان يقف نسيم حميد بطبيعته وبشرته مع البيض على قدم المساواة,, لا أن يغير من شكله ولونه ليرتقي الى مستواهم!! أو أن ينزلوا هم الى مستواه,, كما فعل ديفيد بيكام,, لأنهم هم من صنع هذه التفرقة وأوجدها ويجب عليهم نبذها,,! أحد الخبثاء علق قائلا: طالما أن نسيم أراد بهذه الطريقة نبذ التفرقة والمساواة,, كان من المفروض أن يكمل,, ويغيّر اسمه من نسيم الى روضة أو عليا ,!! والله من وراء القصد.