كانت فكرة موضوع التحقيق (حول البرنامج اليومي لبعض الصائمين) وخاصة لمن هم ابتلوا بالسهر في ليل رمضان وتحويل ليله الى نهار ولكن من خلال الحوار وجدنا ان هناك البعض منهم قد وقع في ذنب كبير جدا وهو تأخير الصلاة عن وقتها والبعض يكون وقتان ومن الصلوات قد ضاعا على الشخص الصائم نوما ففي ثنايا التحقيق هناك اكثر من شخص ينام من الساعة الثالثة قبيل الفجر وحتى قرب صلاة العصر والعياذ بالله وآخر ينام من الساعة التاسعة صباحا وحتى آذان المغرب وهنا من يضيع وقتا من الاوقات وبذلك اختصرنا بعض الحوارات الى هذا الموضوع الذي يحتاج الى وقفات من الجميع كما تحاورنا مع بعض المختصين وفي النهاية طرحنا الفتوى الصادرة في هذا الشأن مع هذا التحقيق الذي ازعجنا جميعا وجعلنا نقف تحسرا على بعض احوال الشباب المسلم وفي هذا الشهر الفضيل رغم علمنا ان الموضوع لا يحتاج الى نقاش فالاحكام الشرعية في هذا الجانب معروفة وهي الفيصل ولا يحتاج الامر الاجتهاد ولكن نطرح الموضوع للتذكير فقط والتوعية. الحكم الشرعي يشاركنا في الطرح الشيخ سعد الدوسري قائلا لقد نسي البعض وللاسف حديث ان لا يتخلف عن الصلاة الا منافق معلوم النفاق وكذلك حديث يؤتى بالرجل يتهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف هل نسي البعض ان صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده خمسا وعشرين درجة هل نسي البعض (ان اثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولا حبوا ولقد هممت ان امر بالصلاة فتقام فآمر رجلا فيصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب الى قوم لا يشهدون الصلاة فاحرق عليهم بيوتهم بالنار وحديث الرسول وحديث ابن عباس رضي الله عنهما (انه سئل عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل ولا يشهد الجماعة ولا الجمعة فقال (هذا في النار) اما فمن ترك صلاة العصر ففي حديث عن بريدة (من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله) وعليكم العودة الى القرآن الكريم والتعرف على ما اعد الله سبحانه لمن ضيع الصلاة او تركها كما ان هناك الكثير من الفتاوى من اصحاب السماحة العلماء في هذا الجانب الهام. هي العهد ما بين المسلم وال,,,, هي العهد ما بين المسلم وال,,,. ويلتقط الحديث الاستاذ فهد العاصم ويقول ان الواجب على المكلف من الرجال ان يصلي الصلوات الخمس جماعة وفي المسجد مع اخوانه المسلمين ولا يجوز التساهل في ذلك والتخلف عن ذلك في الفجر أو غيره من الصلوات من صفات المنافق كما في الاية الكريمة وحديث النبي الذي قال فيه: (اثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوا) وهذا الحديث يدل على عدم العذر في تأخير الصلاة فما بالك بمن ينام عن الصلاة, وحديث الرسول عن الرجل الاعمى الذي ليس لديه رجل يقوده ومع ذلك لم يرخص بالصلاة الا في المسجد مع الجماعة فاذا كان الاعمى ليس له عذر في ترك الصلاة في الجماعة فغيره من باب اولى, فعلى من يتأخر ولا يحافظ على الصلاة ان يتقي الله عز وجل وان يحافظ على الصلاة وعدم السهر الذي يترتب عليه اضاعة اوقات الصلاة, ومن يؤخر الصلاة فهو آثم ومستحق للعقوبة من الله سبحانه كما انه مستحق لعقوبة من ولاة الامر بما يردعه وامثاله,, وتأخير الصلاة كما افتى العلماء وقبلهم الكتاب والسنة كفر اكبر اذا تعمد ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). وفي الاحاديث ما يدل على ان تارك الصلاة كافر ومن يؤخرها آثم فعلى الجميع والواجب على المسلمين التناصح والمحافظة على الصلاة في وقتها وان يستعين ذلك بمن يوقظ من ينام وخصوصا في ايام رمضان. مؤلم ان يحدث في رمضان ومع تحسر الشيخ عبدالله الدوسري يبدأ الحديث قائلا نسمع الكثير من احوال المسلمين وانه لما يدمي القلب ان هناك من المسلمين من يقوم ولا يصلي او يؤخر الصلاة عن وقتها وهذه والله من اكبر الذنوب وتحدث في رمضان شهر التوبة والغفران وطلب النجاة من النيران,, وانه لمؤسف ما طرحت ان يحدث التأخر في الصلاة مع الجماعة مع تمتع الشخص بالصحة والعافية والعقل السليم والسمع والبصر والعلم والمعرفة وغير خاف على الجميع ان الجميع مخلوقون لعبادة الله سبحانه وتعالى والصلاة ام العبادات وهي واجبة على المسلم البالغ العاقل غير المرأة الحائض والنفساء وانها تجب على كل حال في الصحة والمرض والاقامة والسفر والامن والخوف على قدر الاستطاعة كما في حديث التبي صلى الله عليه وسلم (صل قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب رواه البخاري وزاد النسائي (فان لم تستطع فمستلقيا,,) وغير خاف على الجميع ان اداء الصلاة يجب ان يكون مع جماعة المسلمين في المساجد التي بنيت لاجل الصلاة وشروع الآذان (في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه),, والجميع يعلمون ان الصلاة تكفر الذنوب والاثام وتنهى عن الفحشاء والمنكر وتارك الصلاة محكوم بكفره وقتله وعدم تزويجه من المسلمات وانه اذا مات يموت كافرا بترك الصلاة ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين الا من تاب الله عليه وهو التواب الرحيم والرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطل,, والحياة محدودة والانفاس معدودة وان الموت يأتي فجأة وليس بعد الموت الا الجنة في نعيم ابدي او النار في عذاب سرمدي. فياأخي الصائم هيا من الان بالعودة والتوبة من تأخير الصلاة عن وقتها فأمر اهلك وابناءك بالصلاة مع الجماعة في وقتها وكذا النساء في بيوتهن في وقتها, اولادك في عنقك وانت المسؤول عنهم امام الله تعاهد اهلك وجيرانك ومرهم بالصلاة فالجار يتعلق بجاره يوم القيامة اذا لم يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر, حفظك الله وجعلنا واياكم من المقيمي الصلاة وتوقنا جميعا على الاسلام. رأي سماحة الشيخ ابن باز وكان لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله رأيا حول هذا الموضوع فحواه,. بسم الله الرحمن الرحيم الصحيح: ان تارك الصلاة عمدا يكفربذلك وبذلك كفرا اكبر لا يصح صومه ولا بقية عباداته حتى يتوب الى الله سبحانه لقول الله عز وجل: (ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون) وما جاء في معناها من الآيات والاحاديث, وذهب جمع من أهل العلم الىانه لا يكفر بذلك كفرا اكبر ولا يبطل صومه ولا عبادته اذا كان مقرا بالوجوب ولكنه ترك الصلاة تساهلا وكسلا, والصحيح: القول الاولُ وهو انه يكفر بتركها كفرا اكبر اذا كان عامدا ولو اقر بالوجوب لادلة كثيرة منها قول النبي صلة الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) اخرجه مسلم في صحيحه، من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ولقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) أخرجه الامام احمد واهل السنن الاربع باسناد صحيح من حديث بريدة بن الحصيب الاسلمي رضي الله عنه. وقد بسط العلامة ابن القيم رحمه الله القول في ذلك في: رسالة مستقلةفي احكام الصلاة وتركها وهي رسالة مفيدة تحسن مراجعتها والاستفادة منها, والصلاة امرها عظيم وفي رمضان اشد واعظم لانها عمود الاسلام واعظم اركانه بعد الشهادتين فمن حافظ عليها حفظ دينه ومن ضيعها فهولما سواها اضيع وقد قال الله تعالى: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين). وقال تعالى: (واقيموا الصلاة واتوا الزكاة وراكعوا مع الراكعين) وقال عز وجل: (وما امروا ان ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة) وقال سبحانه: (اتل ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) والآيات في شأن الصلاةوتعظيمها والحث عليها كثيرة جدا. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: (رأس الأمر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله) وقال صلى الله عليه وسلم: (بني الاسلام على خمس شهادة ان لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت) وقال عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) وقال صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة). والاحاديث في ذلك كثيرة وكلها تدل علىكفر تارك الصلاة وان لم يجحد وجوبها. وهذا هو القول الصحيح في هذه المسألة لقيام الدليل عليه اما ان جحد وجوبها فانه يكفر باجماع اهل العلم ولو صلى لانه مكذب لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومن تركها لم يصح صيامه ولا حجه ولا غير ذلك من عباداته لان الكفر الاكبر يحبط جميع العمل كما قال سبحانه: (ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين) وقال عز وجل: (ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون) والآيات في هذا المعنى كثيرة. فالواجب على كل مسلم ومسلمة المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها والتواصي بذلك والحذر من تركها او التهاون بها او ترك بعضها ويجب على الرجل ان يحافظ عليها في الجماعة في بيوت الله عز وجل مع اخوانه المسلمين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له الا من عذر) قيل لابن عباس رضي الله عنهما: ما هو العذر؟ قال: (خوف أو مرض) وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلن فقال: يا رسول الله ليس لي قائد يقودني الى المسجد فهل لي من رخصة ان اصلي في بيتي؟ فقال له عليه الصلاة والسلام: هل تسمع النداء للصلاة؟ قال نعم قال فأجب) وهذا الحديث العظيم يدل على عظم شأن الصلاة في الجماعة في حق الرجال، ووجوب المحافظة عليها وعدم التساهل في ذلك وكثير من الناس يتساهل في صلاة الفجر وهذا خطر ومنكر عظيم وتشبه بالمنافقين. فالواجب الحذر من ذلك والمبادرة الى الصلاة في وقتها واداؤها في الجماعة في حق الرجل كباقي الصلوات الخمس وقد قال الله تعالى: (ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا) وقال عليه الصلاة والسلام: (اثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لاتوهما ولو حبوا) متفق على صحته، وروي الامام احمد رحمه الله عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة يوما بين اصحابه فقال: (من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وابي بن خلف) وهذا وعيد عظيم لمن لم يحافظ على الصلاة. قال بعض اهل العلم في شرح هذا الحديث انما يحشر مضيع الصلاة مع فرعون وهامان وقارون وابي بن خلف لانه ان ضيعها من اجل الرئاسة والملك والامارة شابه فرعون الذي طغى وبغى بأسباب وظيفته فيحشر معه الى النار يوم القيامة وان ضيعها بأسباب الوظيفة والوزارة شابه هامان وزير فرعون الذي طغى وبغى بسبب الرئاسة فيحشر معه الى النار يوم القيامة ولا تنفعه الوظيفة ولا تجيره من النار، فمن ضيعها بأسباب المال والشهوات أشبه قارون تاجر بني اسرائيل الذي قال الله فيه: (إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم) الآية. فشغل بأمواله وشهواته وعصى موسى واستكبر عن اتباعه فخسف الله به وبداره الارض فهو يتجلجل في الارض الى يوم القيامة عقوبة عاجلة مع عقوبة النار يوم القيامةوالرابع: الذي ضيعها بأسباب التجارة والبيع والشراء والاخذ والعطاء فشغل بالمعاملات والنظر في الدفاتر وماذا على فلان وماذا عن فلان؟ حتى ضيع الصلوات فهذا قد شابه ابي بن خلف تاجر اهل مكة من الكفرة فيحشر معه الى النار يوم القيامة وقد قتل ابي بن خلف كافرا يوم احد فقتله النبي صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة عليه الصلاة والسلام وهذا الوعيد يدل بلاشك على كفر من ترك الصلاة وان لم يجحد وجوبها فنسأل الله لنا ولجميع المسلمين العافية من مشابهة اعدائه.