قبل أكثر من أربع سنوات أصدرت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (كاكست) الخطة الوطنية لتعزيز تقنية النفط والغاز التي طورتها بالتعاون مع بعض شركات النفط والغاز الوطنية وشركات خدمات النفط العاملة في المملكة وبعض مراكز البحوث وأقسام هندسة البترول والجيولوجيا في جامعات المملكة ومنها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالعزيز. هدفت هذه الخطة إلى إيجاد بيئة بحثية فعالة من خلال تعزيز البنية التحتية للبحث العلمي الداعمة لصناعة النفط والغاز السعودية، وتطوير الكفاءات البحثية الوطنية في هذا المجال، وإصدار الضوابط والقوانين التي تسهل التعاون بين الجامعات وشركات النفط ومراكز البحوث المحلية والعالمية، وتقوية الجهود المبذولة لتوطين تقنيات النفط والغاز والخدمات المساندة لها، وإقامة المؤتمرات واللقاءات التقنية ذات العلاقة. ذكرت هذه الخطة أيضًا بعض الأهداف المحددة بعيدة المدى التي يجب على القائمين على هذه الخطة تحقيقها خلال السنوات القادمة. تعد هذه الخطة جزءًا من الخطة الوطنية لتطوير البحث العلمي والتقنية التي بدأها جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- التي احتوت على أحد عشر محورًا وبرنامجًا، منها النفط والغاز. يمكن للقارئ الكريم الإطلاع على هذه الخطة من خلال موقع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أو موقع منتدى الطاقة. الحقيقة أنني سعدت بالمشاركة في تنفيذ جزء بسيط من هذه الخطة المتعلقة بإقامة المؤتمرات ذات العلاقة، حيث أقيم المؤتمر الأول لتوطين تقنية النفط والغاز في مدينة الرياض عام 2008م والمؤتمر الثاني الذي أقيم في مدينة الظهران في رحاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في بداية عام 2011م. الأمر الذي أريد أن أطرحه هنا للنقاش يتمثل في معرفة ماذا بعد هذه المؤتمرات؟ وهل هناك متابعة دورية وتقييم لما جاء في هذه الخطة الطموحة؟ صحيح أن أهداف هذه االخطة بعيدة المدى، وربما تحتاج إلى سنين طويلة لتقييمها، ولكنني أعتقد أن فترة أربع سنوات تعد مدة كافية لتقديم تقييم مبدئي لهذه الخطة. ولأهمية هذه الخطة على مستقبل هذه البلاد المباركة، الجميع -سواءً المتخصص أو غير المتخصص- يريد أن يرى ماذا تم تحقيقه في محاور وأهداف هذه الخطة الوطنية، خاصة هدف إيجاد بيئة بحثية فعالة وبنية تحتية للبحث العلمي داعمة لصناعة النفط والغاز السعودية في الجامعات السعودية وبالأخص جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالعزيز. والأهم من ذلك تقييم هدف تقوية الجهود المبذولة لتوطين تقنيات النفط والغاز والخدمات المساندة لها المتعلقة بتطوير الاقتصاد السعودي المساند لصناعة النفط وتوظيف الأيدي العاملة السعودية في هذا المجال الحيوي. وأتمنى من الجهة المشرفة على هذه الخطة (مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية) تطوير موقع ألكتروني يزيد من معدلات التواصل بين المهتمين بهذه الخطة والمدينة والجهات المنفذة لها سواءً كانت الجامعات أو شركات النفط والغاز الوطنية أو شركات النفط الخدمية العاملة في المملكة. لقد سبق لي الكتابة عن هذه الخطة الطموحة في عدة مقالات سابقة وطالبت بتطوير آلية لرصد مراحل التنفيذ بما فيها المراجعة الدورية لما تم تحقيقه وتقديم تقييم علمي سنوي لما حُقِق وما لم يُحقق من أهدافها، مع ذكر الأسباب التي أدت إلى عدم تحقيقها. أتمنى النجاح لهذه الخطة والعاملين عليها لما فيها من رفعة لصناعة النفط والغاز وازدهار للاقتصاد السعودي وتطوير للأيدي العاملة السعودية. www.saudienergy.net