ما هذه الدنيا بدار قرار وأجل وأحكم منه قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.. فما من شك أن الموت نهاية كل حي وإن طال به المكث سنين وأعواماً أو عقوداً وأزماناً.. كدر خاطري وآلمني خبر وفاة أخي الحبيب وصديقي الصدوق الشيخ محمد بن إبراهيم الربيش.. ففراقه صعب وفقده أليم.. فلم تكن علاقتي به علاقة عابرة أو وقتية.. بل كانت عشرة حياة ورفقة عمر امتدت على مدى ستين عاماً.. كان فقيدنا عنده من النبل ودماثة الخلق ومكارم الأخلاق ما لو وزع على ثلة من الناس لكفتهم.. كان لطيفاً رقيقاً صبوراً لا تسمع منه كلمة نابية أو جارحة أو معرضة.. حريصاً على ملازمة المسجد يكثر من النوافل والعبادات وتلاوة القرآن. كان رحمه الله من الأمة التي قال عنهم عز وجل: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (104) سورة آل عمران.. قضى سواد حياته في عمل الخير والاحتساب والدعوة إلى الله.. فرأس هيئة الأمر والنهي عن المنكر في عدد من المدن وآخرها رئاسة الهيئة في المدينةالمنورة.. قبل أن يتقاعد عن العمل بعد أن أثقله المرض. عانى رحمه الله من مرض وأوجاع وكان صابراً محتسباً.. لم يتشكى أو يتأفف وقد علم أن الله يبتلي العبد المؤمن ويمتحنه بالشدة ويكفر بها عن خطيئاته حتى يقوم يمشي ليس عليه خطيئة. خلف أبو إبراهيم ذرية طيبة مباركة.. فيها مدير الجامعة والمهندس والطبيب والضابط والمربي والمحتسب والصحفي.. تغمده الله بواسع رحمته.. وجبر عزاءنا فيه والعزاء موصول لأبنائه واحفاده وذويه.. نسأله تعالى أن يجمعنا به في مستقر رحمته.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. سليمان السالم الحناكي - الرئيس السابق لبلدية الخرج