على إيقاع الأنغام الشعبية، والأناشيد الوطنية جلس العم صالح عبد العزيز الحسينان في أحد أركان مهرجان أمانة الرياض للتراث والأسر المنتجة, يصنع القدور النحاسية «والمطابيق» و»الصياني» بمهارة فائقة استوقفت زوار المهرجان والمقام حالياً بمدينة الرياض، ولا سيما أبناء الأجيال الجديدة، والذين ارتسمت على وجوههم علامات الدهشة وهم يشاهدون العم صالح يطرق ويشكل النحاس ليصنع منه أواني غاية في الجمال. يشرح العم صالح دون أن يتوقف عن العمل، مسيرته مع هذه الحرفة وصناعة الأواني النحاسية واستخداماتها فيقول: قديمًا كانت المطابيق تستخدم في حفظ وتقديم التمر واللبن والحليب والدهن -في حين تستخدم القدر للطبخ, مؤكداً أنه ورث هذه الحرفة عن والده وهو في العشرين من عمره، وله الآن أكثر من 55 عاماً وهو يعمل بها، بكل فخر واعتزاز ومحبة، رغم تراجع الإقبال على شراء هذه المنتجات. وعن المدة التي تستغرقها صناعة الأواني، أضاف العم صالح: هذا يتوقف على حجم الإناء وتصميمه والنقوش التي تزينه، وهي غالباً تتراوح من 5 - 10 أيام، مشيراً إلى أنه يصنع «صياني» يزيد قطرها عن متر وعشرين سم, ويستمر في العمل بها ما يزيد عن 10 أيام. وعن أسعار منتجاته من الأواني النحاسية المصنعة يدوياً، قال: كانت «الصياني» التي يزيد قطرها عن متر تباع في السابق ما بين 1200 إلى 1500 ريال، أما في وقتنا الحالي فيصل سعرها إلى 2000 ريال بسبب ارتفاع أسعار خام النحاس. وعن حجم مبيعاته، أكد العم صالح أن الوضع اختلف كثيراً عمَّا كان عليه في الماضي حيث كانت الفتاة عندما تتزوج، لابد أن تشتري صينية نحاسية وقدور ومطبقة ومحلبة، أما الآن فهناك الأواني «الأستانلس» والميكرويف والأواني المصنوعة من الزجاج، وهو ما أثر كثيراً على حجم المبيعات والتي أصبحت تستخدم للديكور والزينة. وعن مشاركته في المعارض، أوضح العم صالح أنه شارك في الكثير من المهرجانات أبرزها الجنادرية على مدى 15 عاماً إلا أنه سعيد بمشاركته الأولى في مهرجان أمانة الرياض للتراث والأسر المنتجة هذا العام.