تمر بنا ذكرى البيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-ملكاً وقائداً وولياً لأمرنا في هذا الوطن العزيز - إنها الذكرى السابعة للبيعة المباركة على السمع والطاعة، كما جاء في شريعة الإسلام الخالدة، حيث إن دين الإسلام -وهو من لدن حكيم حميد- يرسم للمسلمين الأسس القوية الراسخة لبناء الدول وتلاحم الرعية والراعي منطلقين جميعاً من كتاب الله وسنة رسوله الأمين عليه أفضل الصلاة والسلام، مترسمين لخطى سلف الأمة الصالح في علاقتهم مع ولاتهم. كل ذلك وفق نظام ودستور إلهي يقوم على المحبة والطاعة في المكره والمنشط في غير معصية الله جل وعلا. - وفي هذا الوطن الكريم الذي أرسى قواعده وثبَّت أركانه الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته وجزاه عن الإسلام والمسلمين والوطن وأهله خير الجزاء، حيث انطلق في حكمه مستنيراً بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام، وقد تحقق له ما أراد فاستقرت الأحوال واطمأن الناس على أعراضهم وأموالهم وكل أحوالهم، فأصبحوا إخوة متحابين بعد فرقة وبغضاء وقلق ونزاعات لأتفه الأسباب. وكان هذا النهج القويم نهج أبنائه من بعده بدءاً بالملك سعود وفيصل وخالد وفهد -رحمهم الله جميعاً وجزاهم الله خير الجزاء عن الوطن وأهله وما بذلوه خدمة للإسلام وأهله داخل الوطن وخارجه. ثم جاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- فاستمر البناء وعمَّ العطاء أرجاء الوطن، وسعد الناس بهذا الخير الذي عمَّ الجميع، ولم ينس -حفظه الله- الأشقاء من العرب والمسلمين بل حتى الأصدقاء، وهذا ما تؤكده الأحداث ويسطره التاريخ بمداد من ذهب. - عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تميز بنهضة شاملة في كل الميادين، وبالجملة الخير عمَّ وشمل الوطن والمواطن في كل مظاهر التنمية، ولن يوافيها حقها من الذكر أسطر تعجز عن تعداد تلك العطاءات التي شملت أرجاء الوطن والمواطن أينما كان. فحمداً الله على ذلك والشكر لربنا، فهي نِعمٌ لا تُعدُّ ولا تُحصى. ثم العرفان بالجميل لقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين في عطائه وبذله وحرصه الكبير على أن ينعم الوطن والمواطن أينما كان براحة وسعادة. - إن الذكرى السابعة للبيعة المباركة لتؤكد استمرار العطاء والبذل والاهتمام بإنسان هذا الوطن الذي هو المرتكز الأساس للبناء والتنمية في وطن الشموخ والإباء، وطن المقدسات، وطنٌ انطلقت منه دعوة الإسلام الخالدة وهو ما زال ولن يزال -بمشيئة الله- مهوى أفئدة المسلمين أينما كانوا. - إن وطناً هذه مكانته وقائداً فذاً يحب لنا الخير وهو بخير ما دمنا بخير كما جاء في كلماته الكريمة لحري بناء رجالاً ونساءً شباباً كباراً وصغاراً أن تؤكد فينا هذه الذكرى الطيبة للبيعة المباركة، وحري بنا أن نكون أكثر وحدة وتكاتفاً وبذلاً وعطاءً لوطن أعطانا الكثير وطلب منَّا القليل. أبناء وبنات وطني، كونوا أكثر تلاحماً وأكثر قوة، وضعوا أيديكم في أيدي ولاة أمركم، التفوا حولهم، فأنتم -بحمد الله- بخير وإلى خير، وها هي الأحداث حولنا تتسارع وتقلق من فيها وأنتم في منأى عن تلك بفضل الله ثم بفضل قيادتكم الحكيمة والرشيدة. - أبناء وبنات وطني، لا تسمحوا لكائن من كان أن يشقَّ عصا الطاعة فيكم أو يفرِّق شملكم أو يدسَّ أنفه من خلال وسائل الإعلام المختلفة خصوصاً هذه القنوات الفضائية المأجورة منها والمواقع الإلكترونية الهابطة. كونوا أكثر يقظة ووعياً لما يدور حولكم، أنتم في نعم عظيمة فحافظوا عليها بكل ما أوتيتم من قوة. - أبناء وطني وبنات وطني، ذكرى البيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- تؤكد إصرار القيادة على إبعاد الوطن والمواطن عن كل ما يعكر صفوه أو يخل بأمنه واستقراره أو توقف عجلة التنمية في كل الميادين، بل عطاء من دون حدود، وبذل ورخاء، وإصرار أكيد على أن تبقى المملكة العربية السعودية شامخة رائدة في عالم متحرك متسارع الخطى. - البيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في ذكراها السابعة (7) تؤكد دائماً وأبداً على المحافظة على إنجازات شاملة تعم أرجاء الوطن، كما هي دلالة واضحة على تبوء المملكة مكانها اللائق بها بين دول العالم وأخذها بزمام المبادرة نحو متطلبات العالم من حولنا على الصعد الإقليمية والعالمية كافة، فالمملكة رائدة في المبادرات، وها هي دعوة خادم الحرمين الشريفين لاتحاد دول مجلس التعاون العربية تجد الترحيب والتأييد من دول مجلس التعاون وصداها يطير في أنحاء العالم ويؤكد تلاحم وترابط شعوب دول مجلس التعاون والرغبة الأكيدة في انخراطها في اتحاد يبرهن على وحدتها وانصهارها في إطار واحد، فما بعد التعاون إلا الاتحاد لأنه يعني القوة وهذا زمان القوة. - ذكرى البيعة السابعة (7) لتولي قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم برهان ساطع على هويتنا الإسلامية وعروبتنا وانتمائنا لهذا الوطن العزيز «المملكة العربية السعودية» وقادته الأوفياء من آل سعود. محمد بن سكيت النويصر - محافظ الرس