الصور التي نشرتها صحيفة (الشروق الجزائرية) لمواطنها (سليم رخروخ) وهو يحمل زوجته على (ظهره)، يبدو أنها ستبقى عنواناً للوفاء والعطف والحب المنشود (بين كلِّ زوجين)، هذه الصور تستحق الفوز (بجوائز عالمية)، لأنّ (سليم) هجر الدنيا وسطّر أروع (معاني الوفاء) لزوجته وشريكة حياته التي أصيبت فجأة (بشلل تام) أقعدها عن الحركة والكلام بعد وفاة والديها سوياً العام 2007م..؟!. الرجل تفرّغ لحمل زوجته على (ظهره) منذ (5 سنوات) دون ملل وتنقّل بها رغم الفقر والعوز الذي يعانيه، فهو يعدّ لها ولابنهما الوحيد (سفيان) الطعام ويذهب للعمل كحارس مدرسة بصمت ليسرق لحظات عائداً (لغرفة السكن) المجاورة حيث (زوجته المعاقة) التي فقدت القدرة على الحركة، فيقوم بتنظيفها وقلبها من جنب إلى آخر كل (4 ساعات) أيّ وفاء هذا..؟!. القصة لم تنته بعد، بل إنّ سليم يقول: هي الأخرى تبادلني (الحب بالحب) فهي تشفق عليّ وتحرك عينيها وتتحمّل الألم حتى لا توقظني..!. إننا في حاجة لنشر وإظهار مثل هذه (الصور الجميلة) ولعلّ في مجتمعاتنا منها الكثير، فهي ليست من قصص (ألف ليلة وليلة) بل هي حقيقة لأُسرة فقيرة مادياً، ولكنها غنية بالمعاني السامية التي يفتقدها الكثير من سكان (القصور والفلل) الخالية من طعم الحياة و(الحب الحقيقي)..!. إنّ الصور الزوجية (المؤسفة) التي تعتمد على الخيانة وعدم الوفاء ونكران الجميل، تشكّلت لدينا بفعل بعض (المسلسلات والأفلام) لتتحوّل لحقيقة وواقع معاش، لأنّ الشابة والشاب تعوّدا على مثل هذا الهاجس والتخوُّف منذ الصغر، ولم تصدر الصور المشرقة والجميلة لهما ليعلما أنّ الحياة مليئة بالحب والوفاء المتبادل بين الطرفين والذي هو يشكِّل دعائم الاستقرار في البيوت وبه تتحقق السعادة..؟!. لقد مللنا من تلك الصور القاتمة والمزعجة (لرجل) تزوّج على امرأته بأخرى وطردها من المنزل، أو آخر تخلّى عن زوجته بعد أن أصيبت بحادث وتركها مرمية في المستشفى، وثالث خدع زوجته وحمّلها ديوناً ثم أنفصل عنها.. إلى آخره من صور البؤس التي ترسمها لنا مسلسلاتنا الخليجية والمحلية للأسف الشديد..!. بينما في المقابل تقدم (صوراً خادعة) لبعض المسلسلات المدبلجة البعيدة عن واقعنا وواقع المجتمعات التي تمثلها..؟!. إننا في حاجة لجعل قصة (رخروخ وزوجته) الحقيقة نموذجاً يحتذى لفن التعامل والوفاء بالحب المتبادل بين الأزواج، ولو بتقديمه (درامياً) لمجتمعاتنا العربية والمسلمة..!. لعلّه يكون من بيننا (رخروخين) كثر..!. وعلى دروب الخير نلتقي.