(جامعة لا تغرب عنها الشمس) عبارة أطلقت على جامعة الإمام لحضورها العالمي في جميع أرجاء البسيطة، وذلك من خلال معاهدها المنتشرة لتدريس اللغة العربية والعلوم الشرعية. كانت نواتها الأولى افتتاح المعهد العلمي في الرياض عام 1370ه، ثم كلية الشريعة في الرياض عام 1373ه، والآن أصبحت تضم المعاهد العليا والكليات المتخصصة في شتّى العلوم، وهي ولله الحمد توالي مسيرتها في تحقيق أهدافها التي أسست من أجلها تحقيقاً لرغبة ولاة الأمر وتنفيذاً لتوجيهاتهم إلى أن صارت كياناً شامخاً ومعلماً بارزاً في داخل المملكة وخارجها، في إندونيسيا وجيبوتي واليابان، بالإضافة إلى إشرافها على عدد من المؤسسات التعليمية والمراكز العلمية في أوروبا وأفريقيا وآسيا. إن المتتبع للحراك العلمي الذي تشهده الجامعة في السنوات القليلة الماضية يلحظ ما وصلت إليه الجامعة من تطور في الجوانب الإدارية والعلمية والبحثية والعمرانية.. فعلى المستوى البحثي دلفت الجامعة إلى العالمية وحققت أرقاما متميزة في التصنيفات العالمية وذلك من خلال إنشاء مراكز النشر العالمية ومراكز التميز البحثي وكراسي البحث العلمي التي تجاوز عددها الأربعين كرسياً. كما تأتي الموافقة السامية الكريمة على إنشاء وكالة للتبادل المعرفي والتواصل الدولي في الجامعة دعماً لمسيرتها العالمية في الإسهام في تطوير تبادل المعرفة الذي بدوره سيسهم في الارتقاء بالعملية التعليمية والوصول إلى الريادة العالمية. ولا غرو في ذلك، فالجامعة بسطت يديها للآخر من خلال مراكز ومعاهدها العالمية التي أثرت المجتمعات المستضيفة لها بالندوات والمؤتمرات واللقاءات في مجالات علمية كثيرة، وفي مقدمتها الحوار والمصرفية الإسلامية وغيرها. فقد عقدت الجامعة مؤتمراً دولياً بعنوان «صناعة السلام بلغة الحوار» الذي عقد في شهر ذي الحجة من عام 1432ه بطوكيو من خلال مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات بالتعاون مع مركز دراسات الأديان التوحيدية بجامعة دوشيشا في طوكيو باليابان بمقر المعهد العربي الإسلامي التابع للجامعة. ويأتي عقد هذا المؤتمر تجسيداً وامتداداً لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، قائد مبادرات الحوار بين أتباع الأديان والحضارات. وبحمد الله لقي المؤتمر نجاحاً كبيراً وأصداء واسعة في تجسيد أهمية السلم والسلام في بناء العلاقات الإنسانية، ودعوة الإسلام إلى السلام، ودعوة قيادة هذا البلد المبارك إلى السلام العالمي. إن النجاحات المتتابعة التي تحققها الجامعة على الصعيدين المحلي والعالمي، لم تكن لتتأتى لولا فضل الله أولا ثم ما تلقاه الجامعة ومنسوبوها من دعم متواصل وعناية ورعاية من لدن قيادتها المباركة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -حفظهما الله-. ويسعدني بمناسبة تخرج الدفعة الخامسة والخمسين والسادسة والخمسين أن أتقدم بالتهنئة القلبية الخالصة والدعاء الصادق للخريجين على مختلف درجاتهم العلمية سائلاً المولى عزَّ وجلَّ لهم التوفيق والسداد في حياتهم العملية. كما يسرني بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا أن أشكر صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض على رعايته الدائمة واهتمامه البالغ بالجامعة ومنسوبيها ومواقفه الداعمة لمشروعاتها ومناسباتها. كما أشكر صاحب المعالي وزير التعليم العالي، الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري، على دعمه ومؤازرته للجامعة. ولصاحب المعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل على جهوده المشكورة في الرقي بهذه الجامعة والوصول بها إلى ما وصلت إليه من تقدم وحضور عالمي. والله ولي التوفيق.. وكيل الجامعة للتبادل المعرفي والتواصل الدولي