التاريخ يعيد نفسه دائماً على أشكال مختلفة دون توعية مسبقة من مغبة الإفراط في التفاؤل والانغماس في الأمل بحثاً عن حلول سحرية وعاجلة، وعادة ما يُقال (إن في العجلة الندامة) حيث بدأت الإشاعات والتوصيات تنتشر بين الناس عن الاستثمار في سوق الأسهم المحلية والإصرار على تعويض خسائرهم في الانهيار الماضي 2006م.. أصبح الكثير من صغار المستثمرين يحاول المقارنة بين الوضع الحالي لسوق الأسهم، وتخوفهم من حدوث أزمة جديدة تشبه أزمة عام 2006م. وأصبح الاستثمار في سوق الأسهم يتصدر أحاديث المجالس لأسباب عديدة، منها ارتفاع أسعار البترول، وتواجد الكثير من المشاريع الحكومية الضخمة، وأداء القطاع الخاص الجيد، والكثير من شركات السوق التي تنمو وتحقق عوائد جيدة، لذا فإن معظم المحللين يتوقعون أن أوضاع سوق الأسهم مطمئنة وتدعو إلى التفاؤل، حيث إن جميع المؤشرات الاقتصادية تُبشر بالخير وتؤكد سلامة الاقتصاد السعودي واستقراره. لكن معظم صغار المستثمرين يعتقدون أن التشريعات والقوانين والأنظمة لسوق المال لا تزال قاصرة عن حمايتهم ضد سيطرة ونفوذ كبار المستثمرين، والذي منح الهوامير فرصة الاستغلال السيئ للأنظمة والقوانين، ولنا في شركة (المتكاملة) عبرة، فكيف وافقت هيئة سوق المال على طرح اسهمها، كل ما نتمناه أن يكون هناك تعامل بسواسية في جميع شركات الأسهم، ومعاملة الجميع بمعيار واحد. هيئة سوق المال مطالبة بإيقاف هذه الشائعات، والحد منها بمتابعة يومية خصوصاً شائعات المنتديات والجوال، والرد عليها والتصدي لبعض المحللين أصحاب المصالح الشخصية والاستعانة بالاقتصاديين من الجامعات وإبرازهم في وسائل الإعلام لتقديم تحليلات حيادية تنفع الجميع، وتعزز معايير الشفافية، وعلى الهيئة توعية صغار المستثمرين من خلال الاتصال المباشر أو من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، والتي سوف تكون عاملاً فاعلاً في تعزيز وعي المستثمر الصغير، وتسهم في تحصينه وحمايته بما يضمن حقوقه قبل الكبار. وعلى الهيئة النظر في الوضع الإداري الحالي وتغييره إذا استدعت الحاجة من خلال مواكبة التطورات الحديثة، وحثهم على اتخاذ الإجراءات السريعة والرادعة والصارمة على المتلاعبين بأنظمة وقوانين السوق. وأخيراً على المستثمر الصغير الحذر من الشائعات، وأن لا يندفع في الشراء أو البيع والاكتفاء بشراء كمية محددة من الأسهم في فترة واحدة، وبعدها يتم الشراء على دفعات وفي فترات مختلفة ويفترض تنويع الاستثمارات حتى لا تتأثر كثيراً بتقلبات الأسعار، وعليه تجنُّب المضاربة في أسهم الشركات الضعيفة، والحرص على أن تكون الأسهم التي يستثمرها ذات مردود ونمو وقيمة وعائد، وتحظى بقبول وطلب متزايد من قبل جميع المستثمرين في سوق الأسهم. مستشار مالي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية