متى ما أراد ملاك العمل تخلوا عنها، بلا شكر ولا تمهيد.. المدرسة تمر بأزمة مالية لذا سنضطر إلى التخلي عن بعض موظفاتنا، هكذا بكل بساطة، انتهى الأمر.. وتفادياً من الشكوى التي قد تتقدم بها الموظفات، يخترن من هن تحت التجربة! لأنه كما ينص العقد فترة التجربة ثلاثة أشهر يحق للموظفة خلالها ترك العمل دون شرط جزائي ويحق للشركة - المدرسة- الاستغناء عن الموظفة دون أي تبريرات ودون أي تعويضات.. هذا هو الحال! وهذه هي حالي الآن، أفاجأ بكل بساطة باجتماع طارئ من قِبل إدارة المدرسة، ليطلب مني توقيع استقالتي في هذا اليوم يوم الأربعاء 28-4-1433ه الموافق 21-3-2012م. والسبب؟ المدرسة تعاني من ضائقة مالية وعدد الطالبات لا يستحق هذا العدد من المعلمات لذا سوف نتخلّى عن بعضكن، ولضمان أن لا تتمكن إحدانا من التقدم بشكوى لوزارة العمل، تم اختيار المعلمات اللاتي تم التعاقد معهن مع بداية الفصل الثاني! واللاتي لم يكملن فترة التجربة الثلاثة الأشهر، وإضافة لذلك (نجبر) على توقيع أوراق تفيد باستلامنا لمستحقاتنا كاملة! وهذه المستحقات حتى تاريخ آخر يوم في الدوام الرسمي، ولن تتضمنها إجازة الخميس والجمعة ولا الإجازة الرسمية - إجازة منتصف الفصل الثاني-! والواقع أنه لم يتم تسليم شيء منها حتى اللحظة، ونحن ننتظر منهم بقية مستحقاتنا وعند السؤال (لو لم أوقع ماذا سيحدث؟) يخبروك بأنهم لن يمنحوك مستحقاتك حتى توقعي، فنضطر إلى التوقيع! - مكرهٌ أخاك لا بطل- لذا قلت في البداية (نجبر). إضافة لذلك بعد اختزال عدد المعلمات وتوزيع المناهج على بقية المعلمات، تأتي الطامة الكبرى فيوزع منهج (الأحياء) على معلمات الفيزياء والكيمياء! وكأنها مادة عامة لا تحتاج إلى تخصص، بل يمكن أن ينوب فيها أي شخص! فليس ذلك ظلماً للمعلمة فقط، بل للطالبات اللاتي دفعن ما لا يقل عن سبعة عشر ألف ريال رسوماً في المدرسة.. فأصبحت العملية ليست عملية تعليمية، بل عملية ربحية بحتة، لا تهتم بتعليم ولا تربية، بل تهتم بربح مادي فقط، وكل هم الملاك أن لا يخسروا أو يدفعوا رواتب المعلمات من جيوبهم الخاصة.. بل أن يدخل جيوبهم أموال العامة، ولا أهمية لتعليم ولا قيم ولا أمانات في أعناقهم! حروف مبعثرة، قد لا تكون ذات معنى لدى كثير من الناس.. لكنها تعبر عن ضيم وألم في داخلي، إن لم يكن في المقام الأول بسبب التخلي المفاجئ، فهو بسبب ضياع قيم مهمة في عملية التعلّم والتعليم..