العلاقات الخليجية الأمريكية علاقات ترتقي إلى مستوى علاقات الحلفاء، وهي وإن لم تكن بمستوى علاقات الولاياتالمتحدة بإسرائيل، ولا بمستوى العلاقات الأمريكية الأوربية التي تؤطرها دائرة التحالفات الغربية والحلف الأطلسي، إلا أن العلاقات الأمريكية بدول الخليج العربي ذات درجة عالية من التنسيق والتفاهم، وهي إن لم تصل إلى مستوى التحالف مثلما هو موجود مع إسرائيل وأوربا، ولا حتى مع ماهو موجود مع كوريا الجنوبية واليابان، إلا أن مستوى العلاقات يصنف كشراكة إستراتيجية تشمل حزمة من الفعاليات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية. وقد أطر قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية هذه العلاقات ووضعها في إطارها الصحيح من خلال تكوين منتدى التعاون الاستراتيجي الخليجي - الأمريكي الذي عقد أمس في الرياض أولى اجتماعاته حيث رأس سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس المجلس الوزاري الخليجي والسيدة هيلاري كلنتون وزير الخارجية الأمريكية، اجتماعاً مهماً والذي يكتسب أهمية لطبيعة الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية وبالذات المنطقة الخليجية. اجتماع الأمس اهتم بتداعيات الأزمة السورية والتدخلات الإيرانية والروسية والمليشيات الطائفية في العراق ولبنان في الشأن السوري، إضافة إلى مخاطر التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي لدول الخليج العربية وهو ما يستدعي تعزيز وتقوية القدرات الدفاعية لدول الخليج العربية، وقد تسربت معلومات خاصة من الوفد المرافق للسيدة كلنتون من المحادثات اهتمت بتطوير بنية دفاعية صاروخية إقليمية، وكشف مسؤول رفيع يرافق وزير الخارجية الأمريكية، أن الاجتماع ركز على تطوير وتقوية بنية دفاعية صاروخية جماعية لدول الخليج العربية من خلال التعاون مع شركائها لإقامة نظام دفاعي صاروخي فعال. الخليجيون كما الأمريكيون الذين لهم مصالح حيوية في المنطقة يعون بشكل واضح أن إيران من أكبر التهديدات التي تواجهها المنطقة. ولهذا فإن النظام الدفاعي الصاروخي سيكون له الأولوية في الشراكة الاستراتيجية الخليجية الأمريكية، وبما أن جميع دول الخليج العربية الست لديها اتفاقيات دفاعية في مجال الصواريخ مع أمريكا فإن تطوير هذه المنظومة وجعلها منظومة إقليمية واحدة سيجعلها أكثر فعالية في الإطار الإقليمي. وبما أن المنتدى الاستراتيجي الخليجي الأمريكي سيركز على الأمن والاستقرار في الجوار ومساعدة جميع الدول التي تعمل معاً على مواجهة التهديدات المشتركة. إكمال إقامة الدرع الصاروخي الدفاعي في الخليج العربي لمواجهة أخطار التهديدات الخارجية الذي كان المحور الرئيس لمباحثات المنتدى الاستراتيجي الخليجي الأمريكي، إلا أنه ليس وحده الذي كان محور الاهتمام فالوضع في سوريا والتدخلات الإيرانية والروسية والمليشيات الطائفية الشيعية التي تتدفق من العراق ولبنان، هو ما يستدعي تعاونًا وحديثاً صريحاً وشفافاً مع الوزيرة كلينتون عن موقف أمريكا عما يجري في سوريا والمطالبة بموقف يتجاوز التردد والغموض اللذان لا يزالان يشوبان الموقف الأمريكي.