قبل مدة كشفت هيئة المواصفات والمقاييس عن بضاعة مغشوشة للعب الأطفال، تلك المصنعة في دول شرق آسيا، التي تستهدف البلدان العربية تصديرا، في مقدمتها المملكة العربية السعودية، بوصفها سوقا استقطابيا للاستيراد المكثف،.. ولم تكن الألعاب البلاستيكية ذات الخامات المكررة، الحاملة مخاطر كامنة عند الاستخدام فقط، بل فيما مؤججة بمخاطر نفسية وفكرية وسلوكية تبثها في روح الأطفال، بدءا بالتحريض على مسالك فكرية، ونفسية بعيدة الأثر، وانتهاء إلى تبنيهم تقليدها، والإيمان بفرادة نماذجها، إذ تعودهم على تقليد المحاربين القساة في الأفلام المصنعة، والمخصصة لهم، تلك التي يعج بها سوق البيع، ومضمار الشراء، للأجهزة الإلكترونية، فهي وسائل تبرمج أذهانهم نحو التفكير فيه والاقتداء بما فيها من أساليب العدوان، والتحايل الشرس, وممارسة القتل بلا ضمير، والشر بلا وعي.. ناهيك عن تذويب ثقافتها في عروق ثقافتهم، ونقل روآها لخاة فكرهم.. فكل ما تهدر به، وتوفره سوق البيع للبرامج الإلكترونية والأفلام والألعاب باختلافها، لا يخلو من اقتحام الكثير من المسيء استهلاكا، للصحة الجسمية، والفكرية، والنفسية.. بالأمس، وقعت المملكة اتفاقية بينها، وبين الصين، من أجل غرض شبيه بهذا.., يتعلق بتقنين مواصفات الجودة فيما يصدر لسوق المملكة من مبيعات واردات الصين العامة، وتحديدا تلك الواردات المغرية للشراء ظاهرا، الخالية من السلامة تصنيعا، ذات المواصفات الرديئة في خاماتها، التي تغري المستهلكين بزهادة أثمانها، وهي تحمل لهم السم الزفاف.. هذه الإتفاقية كما حمل الخبر تحدد السلع المباعة في « محلات أبو ريالين»، نموذجا لعدم صلاحية البضاعة الرخيصة المستوردة، والمتاحة فيها، ذلك لخلوها من مواصفات الجودة.. فهل تتم إتفاقات في برامج أخرى مماثلة في الهدف، تستهدف المستورد الرديء في كل ما يتعلق بالأطفال, وصغار النشء، من البضاعات المستوردة..؟ حرصا على سلامة عقولهم، ونفوسهم، ومن ثم استهداف سلامة.., وصحة مسارهم المستقبلي، ليتمكنوا من مواجهة الحياة، وجميع علاقاتهم بها، وبمن فيها بقدرة السلامة والأمان.., على ضوء ما يتوفر لهم من حماية مداركهم من آثار المستورد بأنواعه وأغراضه، وتكويناته السالبة..؟ تضامنا مع حماية أجسادهم، وبيئتهم، من بقية أنواع ما يستهلك من المستورد..؟