أحترم جداً الشخص المتجدد الطموح، الذي يواجه الحياة بعزم وهمّة لا تلين ويتجاوز بالصبر والأمل بعض محطات مشوار عمره المؤلمة، ومن يتصفح سيرة حياة أكثر الأسماء الناجحة على كل الصعد يجد أن أمانيهم لم تتحقق على - أرائك الأحلام الوثيرة - بل سعوا بعصامية مشرّفة بعد أن حددوا أهدافهم نحو حيّز تحقيقها في مشوار غالباً ما تتخلله مفاجآت غير سارة ومنعطفات مضنية ولكن مرارتها - العلقمية - تحلو للطموح الذي قد لا يرى مبالغة في قول المتنبي: إذا غَامَرْتَ فِي شَرَفٍ مَرُومٍ فَلاَ تَقْنَعْ بِمَا دُونَ النُّجُومِ وفي الساحة الشعبية يلمس المتابع والراصد تفاوتا في خدمة الشاعر لموهبته كما يجب بشكل موثّق في تدرّجه بين - النسبي والمطلق - في بعض التجارب الشعرية في تاريخ الشعر الشعبي، وهو أمر متشعّب ومكتظ بمختلف التجارب، وأتذكر قبل سنوات عديدة أحد الأسماء المنتمية في موهبتها للشعر ولم يكن قد تمكّن وقتئذ من - الوزن والقافية والمعنى والمفردة والتداعيات والأخيلة والرمز والصورة في القصيدة - كما ينبغي - وقد (أسرَّ لي) بأنه عرض ما في جعبته ومعه بعض زملائه المبتدئين على شاعر يكبرهم سناً ويسبقهم في الحضور الإعلامي وإن كان غير مُبهر في مستوى قصائده النمطية لتلك المرحلة من الصحافة الشعبية، فما كان منه إلا أن صدَّ تجارب هؤلاء الشعراء بصلف غير مبرر واستعلائية تافهة لا تليق، وقد أحبط الشعراء الشباب المبتدئين وابتعدوا عن الشعر مع بالغ الأسف إلا واحد منهم هو الآن أشهر من نار على علم، ومن شعراء الصف الأول قياساً على ما في جعبته من إبداع بدليل دواوينه المتميزة وأمسياته الشعرية الناجحة وقصائده الغنائية الرائعة بحناجر كبار الفنانين مثل الفنان طلال مداح والفنان محمد عبده والفنان عبدالمجيد عبدالله والفنان راشد الماجد وغيرهم، ولو لم يكن له شخصية ناجحة لتعثر في أولى خطوات مشوار الشعر عند محطة زملائه الذين أفل نجمهم قبل أن يبزغ، ولولا تحفظه لأشرت لاسمه الذي لا يحتاج لتعريف في الساحة الشعبية، ولكنني سلّطت الضوء ليعتبر الشعراء الشباب القادمين بمواهبهم الأصيلة للشعر، تفعيلاً لمقولة (الفشل طريق النجاح Failure Teaches Success). وقفة للشاعر عبدالله بن ربيعة - رحمه الله -: كم عين حَيٍّ من هوى بِيض الأنياب يبكي من الفرقَا ولا ينبكي لِهْ حِرِّم على سُمر العكاريش من خاب بَاوَّل صِباه مْنَ الثَّنَا والشَّكَالَهْ