اختتمت مؤخرًا فعاليات ندوة (أثر المعلم والمعلمة في تحقيق الأمن الفكري في المؤسسات التعليمية بالمملكة) بفندق (مارديان) الخبر، التي رعاها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- أمير المنطقة الشرقية، ونظمتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة بوكالة الجامعة لشؤون المعاهد العلمية في دورتها (السادسة) وبإشراف المعهد العلمي بالدمام. وبارك سموه هذه الدورة العلمية المهمة التي تهتم بتحقيق الأمن الفكري التي سعت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لإقامتها بالمنطقة استشعارًا بأهمية الأمن بمعناه الشامل والأمن الفكري على وجه الخصوص، مؤكدًا على أن الأمن مطلب ضروري وحاجة إنسانية ملحة ونعمة من أجل النعم لا تستقيم الحياة بدونه ولا يستغني عنه فرد أو مجتمع أو دولة بشقيّه الأمن الجسدي والأمن الفكري. كما بيّن سموه أن من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا في هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين -المملكة العربية السعودية- نعمة الأمن والأمان منذ وحّد هذه البلاد وأسس هذا الكيان الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه- الذي رأى ببعد نظره وثاقب بصيرته أن الأمن أساس التنمية والبناء والتطور فأرسى دعائمه وأشاعه في أرجاء هذه البلاد المباركة وحرص أبناؤه البررة من بعده على بقاء هذا الكيان العظيم واحة للأمن والاستقرار في ظل نهضة تنموية في شتّى مجالات الحياة باذلين في سبيل تحقيق ذلك الغالي والنفيس حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود -حفظهما الله-، مشددًا على أن الواجب علينا الحفاظ على هذه النعمة العظيمة وأن تحقيق الأمن بكافة أشكاله ليس محصورًا في جهة معينة ولا يخاطب به شخص أو أفراد معينون، بل هو مسؤولية جميع أفراد المجتمع بشتّى تخصصاتهم وجميع قطاعاتهم في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية. وأضاف سموه: ولما للمعلم والمعلمة من أثر بالغ في تنمية المجتمع في شتّى المجالات وما يحملونه من رسالة سامية في تربية النشء من الطلاب والطالبات الذين هم مواطنو الغد المشرق وبناة المستقبل الواعد، حيث إنهما مؤتمنان على عقول أبنائنا وبناتنا فهما من يعول عليهما في تحصين عقول الناشئة ووقايتها من الانحرافات الفكرية وترسيخ مبادئ الوحدة الوطنية القائمة على عقيدة التوحيد والولاء لهذا الدين العظيم وهذه البلاد الغالية وولاة أمرها رعاهم الله. ودعا الله تعالى أن يحفظ قائد مسيرتنا وباني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- وأن يديم على بلادنا رخاءها واستقرارها، شاكرًا معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل المخلص لدينه ومليكه ووطنه ومنسوبي الجامعة والمعهد العلمي بالدمام على جهودهم المباركة ودورهم في تنظيم هذا اللقاء المبارك. من جانبه أشاد معالي الدكتور أبا الخيل بسمو أمير المنطقة الشرقية وما يتصف به من صفات نبيلة وخلق كريم تتمثل في الوفاء والسماحة والكرام والتواضع وغيرها من الصفات الحميدة، كما عدّه بأنه من رجالات هذا الوطن الأوفياء وولاته المخلصين الصادقين العاملين. وشكر معاليه سمو الأمير محمد بن فهد لرعايته هذه الدورة وموافقته على إقامتها وتنظيمها في هذه المنطقة الغالية على نفوسنا جميعًا، مشيدًا بدعم سموه الكريم للجامعة ومعاهدها وكافة مناشطها وفعالياتها في هذه المنطقة بخاصة وتوجيهاته السديدة التي تنير الطريق للعاملين من أساتذة ومعلمين وغيرهم في خدمة دينهم ووطنهم ومواجهة أي فكر ضال أو رأي منحرف بجد وإخلاص وتفانٍ. كما ذكر وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش أن الندوة شارك فيها (80 معلم ومعلمة) من مدرسي المعاهد العلمية في مختلف مناطق المملكة وعدد من المعلمين والمعلمات من إدارة التربية والتعليم والموجهين والموجهات في المنطقة الشرقية، مشيرًا إلى أن المشاركين والمشاركات في الندوة تلقوا عددًا من المحاضرات وورش العمل التوعوية والتربوية من قبل خبراء من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة من ذوي الاختصاص والكفاءة العلمية والتربوية العالية، ونوّه إلى أن الندوة اشتملت على المحاور الآتية: الأمن بمفهومه الشامل وحاجة المجتمع إليه، وحقيقة الأمن الفكري وأهميته، وأساليب الفئة المنحرفة في إضلال الشباب، والوقاية من الانحراف الفكري وعلاجه، ووسائل تحقيق الأمن الفكري، وأثر عناصر العملية التعليمية في تحقيق الأمن الفكري، ودور المعلم والمعلمة في تحقيق الانتماء للوطن وأثره في تحقيق الأمن الفكري. وأضاف الدكتور الدريويش: تأتي هذه الدورة كواحدة من مناشط الجامعة التي تقيمها وكالة الجامعة لشؤون المعاهد العلمية في مختلف معاهدها المتفرقة في جميع مناطق المملكة العربية السعودية التي يبلغ عددها (67) معهدًا علميًا وتهدف إلى: تحقيق رسالةالجامعة الشرعية والعلمية والتربوية والبحثية والوطنية وخدمة المجتمع التي تضطلع بها لغرس المعتقد الحق في النفوس، وتعزيز روح الولاء للدين ثم لولاة الأمر، وتعميق المواطنة الصالحة الناصحة والفاعلة في وجدان كل طالب وطالبة، والتكامل في ذلك مع المؤسسات التعليمية والتربوية وكافة فئات المجتمع وأطيافه، والسعي إلى تفعيل الاستثمار العلمي الصحيح في الإنسان باعتباره أنجح وأرقى أنواع الاستثمارات. مشيدًا برعاية سمو أمير المنطقة الشرقية لهذه الدورة ومتابعته لفعالياتها ومناشطها ونتائجها مما أكسبها ثقة كل ملتحق بها ومشارك فيها ومستفيد منها، كما ثمن الدور الرائد الذي يضطلع به معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل في الارتقاء بالجامعة وحرصه على النهوض بها وتطويرها بما يحقق تطلعات ولاة الأمر وتوجيهاتهم السديدة وعلى رأسهم وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود -حفظهما الله-. وفي ختام الحفل قدم معالي مدير الجامعة درعًا تذكاريًا لسموه الكريم يتمثل في الشعار الخاص للدورة بالإضافة إلى بعض مطبوعات الجامعة الحديثة. حضر الحفل عدد من مسؤولي الجامعة ومدير إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية بالإضافة إلى عدد من القضاة ورواد التربية والتعليم والمسؤولين في المنطقة الشرقية.