يسمح قرار موقع ويكيليكس بنشر خمسة ملايين رسالة إلكترونية خاصة بشركة ستراتفور الأميركية بكشف النقاب جزئيا عن عالم شركات الاستخبارات الخاصة الغامض والذي تدور حوله شبهات كثيرة. فمن المراكز المالية الكبرى إلى بؤر الحروب مرورا بالمناطق الغنية بالثروات المعدنية، يبدو عملاء هذه الشركات في كل مكان يبحثون دون كلل عن معلومات مفيدة لزبائنهم الذين هم الشركات الكبرى أو حتى الحكومات. وقد لا تكون شركات الاستخبارات الخاصة معروفة من قبل الجمهور العريض، حتى الشركات الأكبر في هذا المجال مثل «ايجيس» و»كونترول ريسكس» و»ديليجينس» و»كرول». أما زبائن هذه الشركات فمعروفون جدا بكل تأكيد. وتمثل هذه الشركات قطاعا ضخما من حيث قيمة الأموال التي تنفق فيه بحسب تيم شوروك الذي كتب كتابا تحت عنوان «جواسيس للأجرة». وبحسب شوروك، فإن الحكومة الأميركية لوحدها تمنح هذه الشركات عقودا بقيمة 45 مليار دولار سنويا. ففي هذه الأيام، باتت هذه الوكالات الخاصة تساعد في التفاوض من أجل الإفراج عن أسرى في نيجيريا، وتجمع المعلومات عن المعارضة السورية المسلحة في سوريا لصالح الحكومات الأجنبية. إلى ذلك, كشفت رسالة إلكترونية لوكالة ستراتفور الأميركية الخاصة للاستخبارات والتحليل الإستراتيجي نشرتها صحيفة أسترالية الأربعاء أن الولاياتالمتحدة أعدت «لائحة اتهام سرية» ضد مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج. وهذه الرسالة الإلكترونية المؤرخة في السادس والعشرين من يناير 2011 والموجهة من نائب رئيس ستراتفور فريد بورتن إلى محللين في الشركة هي واحدة من خمسة ملايين وثيقة سيقوم موقع ويكيليكس بنشرها في الأسابيع المقبلة. وذكرت صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد ان فريد بورتن العميل السابق للاستخبارات الأميركية الخبير في مكافحة الإرهاب كتب في رسالته «لدنيا محضر اتهام سري ضد اسانج». وأوضحت الصحيفة أن بورتن يأمر محادثيه في هذه الرسالة بأن يبقوا هذه المعلومات سرية. ومؤسس ويكيليكس جوليان اسانج موجود حاليا في بريطانيا ويحاول تجنب تسليمه للسويد حيث سيتم استجوابه في شأن تهمة خطف واغتصاب. ويخشى ويكيليكس أن يكون تسليم أسانج للسويد مقدمة لنقله إلى الولاياتالمتحدة.