يقول أ. محمد فلاج العنزي في رواية (هروب فتاة): أسماء تجلس لوحدها تضع أطراف أناملها على خدها تلك الخدود التي تغذت على الدموع.. دموع تنهمر ليس بطلب أو توسل إنما هناك شعور وإحساس يحترق فلم تجد من يطفئ هذا اللهيب إلا تلك الدموع. وقد تكتب على خديها أحرفاً من بقايا الماضي! إنها تعيد ما مضى من أيام لعلها تجد سبباً لما تعاني منه هل زواجها أنهى معاناة العائلة التي تفرقت بسبب المادة؟ إن الحياة ليست هي المادة التي تسببت في ابتعاد العائلة لأكثر من عشر سنوات بل هي المادة نفسها، بيعت أسماء لأجل أن يعيش غيرها وتسلب منها أجمل أيام العمر. أسماء تتذكر أنها أشبه ما تكون دمية بين يدي محمد وسلعة بين يدي والدها الذي فقد كل شيء وما كان يؤمله من محمد علم أنها لعبث المادة. أسماء تنظر إلى أشعة الشمس.. تعيد ذكريات الأيام وما تحتويه من بشر من طبيعة من موجودات كم مضى من الوقت من نهار أو ليل تتراقص نجومه، يبتسم بدره، رياحه تداعب الخضرة تدفع بما تحمل من ذرات الماء تميس أغصان الأشجار طرباً. تتغير الفصول الأربعة بتعاقب، يستمتع الناس يعيشون حياتهم على ضفاف نهر، على سفوح الرمال الحمراء، على ربيع الكون، ربيع الحياة، يتقاسمون الضحكات الأفكار حتى الأنفاس ليس بينهم تضاد أو تنافر.