أوضح المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة الجوف الأستاذ حسين الخليفة أنه تم توقيع اتفاقية التعاون المشترك لأعمال المسح الأثري ودراسة البيئة القديمة لموقع أعمدة الرجاجيل بمنطقة الجوف, التي أعلنها سمو رئيس الهيئة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز في افتتاحه معرض روائع الآثار ببرلين, مع جامعة برلين الحرة الألمانية، ممثلة في قسم دراسات الشرق الأدنى. وبيّن الخليفة أن مشروع المسح الأثري يتوجه لموقع أعمدة الرجاجيل بمنطقة الجوف للبحث في حضارة غير معروفة التفاصيل؛ إذ استوطن أصحاب المراعي ومنطقة البحيرات القديمة (المندثرة حالياً) في الجزيرة العربية، وذلك قبل نحو 6500 سنة مضت، وساد حينها مناخ رطب أسهم في تكوين المجتمعات الرعوية التي اكتفت ذاتياً من المراعي الخصبة؛ ما ساهم في تشكيل خصوصية ثقافية لمجتمع رعوي كان من إنتاجه إنشاء مقابر ذات أنماط إنشائية ميزها استخدام تشكيلات من الصخور الضخمة. وشهدت المنطقة تغيراً في نمط اقتصاد المجتمع إلى النمط الزراعي, ثم أعقبه فترات الجفاف توافقاً مع التغيرات المناخية التي شملت العالم آنذاك، وعليه ستشمل أهداف البحث دراسة البيئة القديمة، ودراسة التحولات النمطية لاقتصاد المجتمعات القديمة وتأثيراتها الاجتماعية، ودراسة أشكال الاستيطان المرحلية، ودراسة التشكيلات والمنشآت المعمارية.