والباندا لمن لا يعرفها هي مجرد حيوان من أغبى الحيوانات وأكسلها على الإطلاق. وهي تنتمي إلى فصيلة الدببة، وأظن أن القارئ العزيز هنا ليس بحاجة إلى الشرح عن سلوك (الدببة). وإن كنا لا نجد ضيراً في تذكيره بحكاية الدب الذي كان يحرص على حماية مدربه الذي كان (يدلعه) كثيراً للاستفادة منه في أعمال السيرك. وحدث أن نام مدرب الدب، وبينما هو كذلك حطّت ذبابة على أنفه فما كان من الدب المخلص إلا أن حمل حجراً كبيراً وأهوى به على الذبابة التي (اعتدت) على مدربه والتي لم تزل قابعة على أنفه، وهنا لا داعي أيضاً أن نتكلم عن (ذكاء الدب المفرط!!). ولكن الداعي المُلّح الذي يُجبرنا على التحدث عن الدب وبالتحديد فصيلة (الباندا) التي (صجّت ولجت) بأخبارها العالم عبر وسائط الإعلام المتعددة. فأخبار الباندا (الملجلجة) تقول: إنه وصل زوجان من الباندا من بلاد الصين إلى حديقة طوكيو في اليابان على أمل أو اعتبار أن الباندا تساعد على تحسين العلاقات الثقافية بين البلدين، مما دعا بلدية طوكيو أن تستأجر هذين الزوجين لمدة (10) سنوات مقابل (950) ألف دولار تدفعها اليابان للصين سنوياً - أي ما يساوي (3.5 مليون) ريال بالتمام والكمال وذلك فقط لكي (يتفرج) اليابانيون على الباندا(!!) * * * بالطبع نحن لا نلوم الصين واليابان على الاهتمام بهذا الحيوان، إذ ربما له علاقة بثقافة البلدين أو يتعلق بالأساطير الآسيوية أو يرمز إلى شيء له علاقة بالتراث أو الأديان كأن يكون الباندا مثل (التنين) رمز الصين أو الفيل الأبيض في الثقافة الهندية، ولكننا نستغرب أن تدخل فرنسا وهي بلد أوروبي عريق على خط الاهتمام ب(الباندا) إذ استقبل الشعب الفرنسي (حضرة جناب) الباندا المبجلة استقبال العظماء وباحتفال شعبي حار على اعتبار أن هذا الكائن يمثل علاقة الصين بالبلدان الأخرى.. ومن هنا نستغرب نحن كيف يستغرب (بعض) مواطنينا كل هذا الاهتمام بمزاين الإبل وارتفاع ثمن الناقة وهي من (عطايا الله) الذي خص بها إنسان هذه المنطقة مع أن أعلى ثمن للناقة لم يصل إلى ثلث (إيجار) الباندا مع ملاحظة أن الناقة لها فوائد جمة للإنسان، بل هي (مسالمة جداً) فأيهما أفضل: الناقة أم الباندا؟!