صدر عن مجلة البيان مجموعة من الكتب الجديدة أولها كتاب (أثر العلماء في مشروع النهضة الإسلامية) للدكتور يحيى اليحيى ذكر فيه أن أثر العلماء في نهضة الأمم ظاهرٌ للعِيان، والتاريخُ سجَّلَ الأمم في كبوتها ونهوضها، ولم تنهض الأمم ولم تتقدم إلا بقيادة رشيدة من العلماء الربانيين الذين يُحسنون سياستها ويَنأَون بها عن المخاطر والضلالات. وأوضح أن أساس كلِّ نهضةٍ حقيقيّةٍ نافِعةٍ همُ العلماءُ، وأيُّما نهضةٍ لم يُدِرْها ويَقُدْها العلماءُ فهي غثائيةٌ، ليس فيها نفعٌ للناس، ولا تحقِّقُ لهم الأمنَ والحياة السعيدة. ومِن المهمِّ بيانُ واقعِ المسلمين عَبْرَ تاريخهم في الأزمنةِ التي أُقصِيَ فيها العلماءُ الربانيون عن توجيه الأمة، أو قلَّ وُجودُهم فيها، وتوضيحُ أثرِ هذا الإقصاء في تَبَدُّد طاقات الأمة، وسقوطِ هَيبتها، وتسلُّطِ أعدائِها عليها وسلبِهم خيراتِها، ووقوعِها في ظلماتِ الجهل والتخلُّفِ والانحدَار. والكتاب الثاني هو (رسائل ومسائل منسوبة لابن تيمية) للدكتور عبدالعزيز العبداللطيف ويتكون هذا الكتاب من قسمين: القسم الأول: الحديث عن خمس رسائل منسوبة لابن تيمية ومن أهمها: كتاب تنبيه الرجل العاقل فقد أثبت الباحث عدم صحة نسبته لابن تيمية من عدة أوجه، وكذا رسالة قتال الكفار لأجل الدفاع، واللامية المنسوبة لابن تيمية كلاهما لا تثبتان لابن تيمية حيث لم يذكرهما السابقون ضمن مؤلفات ابن تيمية، إضافة إلى مخالفتهما لتقريرات ابن تيمية في كتبه المعتبرة، كما حرر الباحث أن تتمة كتاب الإيمان الأوسط لا تثبت أيضاً فلا تتفق مع نَفَس ابن تيمية، بل تخالف تحريراته المشهورة وتغاير أسلوبه المعروف. وأما القسم الآخر: فهو بشأن خمس مسائل عقدية منسوبة لابن تيمية ومن أشهرها: مسألة طلب الدعاء من الأموات فقد توصّل الباحث إلى أن ذلك شرك أكبر، وفي غير موطن من كلام ابن تيمية، وكذا مسألة الاستعانة بالجن حيث حرر الباحث أن تحقيق ابن تيمية يمنع الاستعانة بالجن. وهذا الكتاب -في الأصل- بحث علمي محكّم. وأما الكتاب الثالث فجاء بعنوان (فهم السلف الصالح للنصوص الشرعية) من تأليف د.عبدالله بن عمر الدميجي والذي ذكر فيه أن هذه العصور المتأخرة عصور غربة الدين حيث ظهرت دعوات متفرقة من هنا وهناك، طغت عليها العمالة أو روح الانهزامية والشعور بالنقص والدونية والانبهار بما عند الأعداء تدعو إلى إعادة فهم النصوص الشرعية فهمًا جديدًا يواكب الحياة المعاصرة وينسجم مع متطلباتها. فظهرت دعوات تجديد الخطاب الديني والخطاب السلفي على وجه الخصوص وإعادة قراءة النص وظاهرة «التيسير المعاصر» والسلفية الجديدة وغيرها. وتدرعوا بموروث الفرق والبدع القديمة، وشبهات العلمانيين والمستشرقين الحديثة، فاختلفت الأفهام واضطربت الأفكار، ولُبِّس على الناس ما نزل إليهم من ربهم، وأصبح حرام الأمس حلال اليوم، وما كان بدعة مبتذَلة فإذا هو سنة متبعة، وأصبح الداعي إلى فهم السلف والتمسك به من المتشددين التقليديين الجامدين: فكانت هذه المحاولة لكشف اللثام وتجلية الحقيقة عن (فهم السلف الصالح للنصوص الشرعية).