عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: (ألم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف). أقف عند هذا الحديث النبوي كثيراً وأتأمل هذه البشرى من رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم والأجر الذي يحصل عليه من يختم القرآن الكريم كل شهر وما الأجر الذي يحصل عليه ومن علم القارئ القرآن الكريم إنها بالتأكيد أجور عظيمة وما عند الله من نعم وأجور أعظم مما نتصور ونتطلع. وطباعة القرآن الكريم وتيسير وصوله للمسلمين فيه أجور عظيمة وأحسب أن بلادنا وفقت ولله الحمد بالحصول على الشرف والأجر العظيم بإنشاء هذا الصرح الشامخ مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة هذا المجمع الذي أسس لخدمة القرآن الكريم والعناية به طباعةً ونشراً وتوزيعاً وبالمجان وعلى أحدث التقنيات والجودة والحرص على خلوه من الأخطاء الطباعية والعيوب الفنية في الصف والترتيب. لقد زاد إنتاج المجمع على مئتين وسبعة وخمسين مليون نسخة من القرآن الكريم وبمختلف الأحجام والمقاسات وبعدة روايات إلى جانب ترجمة معاني القرآن الكريم إلى ثماني وخمسين ترجمة، وكذلك الحال بالنسبة للإصدارات الصوتية المختلفة لمشاهير القراء من أئمة الحرمين وغيرهم ومع تطور التقنية واستخدام الحواسيب كان لا بد من إصدارات خاصة تفي بالغرض وتسلم من النقص والعيوب فجاء الإصدار الخاص بالنشر المكتبي وإصدارات خاصة بالحواسيب الصغيرة المستخدمة في الأجهزة الكفية وأجهزة الجوال، ولا شك أن هذه النجاحات المتلاحقة لهذا المجمع المبارك ما كان ليتم لولا الدعم الكبير من لدن القيادة الرشيدة، والإشراف المباشر من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ والإدارة الناجحة فيه بقيادة الأمين العام للمجمع الأستاذ الدكتور محمد العوفي. إن دوام الخير والنماء وهذه النعمة التي نعيشها هي بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بما تقوم به بلادنا من خدمة للإسلام والمسلمين ولكتاب الله الكريم ولا شك أن هذا مما استدامت به النعم ودفع الله عنا الشرور والنقم فالحمد لله أولاً واخيراً.