في فجر يوم الأحد الموافق 24-1-1433ه فجعنا بخبر وفاة الشاب معاذ بن سليمان المطوع الذي يبلغ من العمر اثنين وعشرين ربيعاً وقد صُلي عليه عصراً في جامع الملك عبد العزيز بالزلفي، حيث كانت جنازة مشهودة وقد اكتظ المسجد بالمصلين ممن حضر تشييع الجنازة. إن هذا الجمع الذي حضر ليس إلا لأنه من أهل الخير والصلاح الذي عرفناه عنه (نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً)، فهو محب للقرآن الكريم، حيث إنه أتم حفظه وهو في ريعان شبابه، وأيضاً كان حريصاً على خدمة الناس ومساعدتهم. وقد ذكر لي أحد أصدقائه أنه ليلة وفاته قال له استفدت من جدي عبد الكريم، حيث إنه لا ينام إلا وقد سامح وعفا عنه كل من أخطأ عليه. الشاب معاذ كان إمام المسجد المجاور لمنزلنا فترة من الزمن ولم نجد منه إلا ابتسامة لا تفارق محيّاه، لن أسهب في ذكر محاسنه، فالشاب معاذ نموذج للشباب المحافظ المعتدل الذي كان للقرآن تأثير على أخلاقه وتعامله، رحمك الله يا معاذ، فلقد ذهبت إلى أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين. وإنني أوجه إلى نفسي وإلى شبابنا هذه الكلمات. إن الشباب بالإسلام هو الخير والعطاء والبناء وهو بغير الإسلام تعاسة وبلاء، فالشباب طاقة يسخّرها الله في إصلاح البشرية، فإليك أخي الشاب هذه التوجيهات التي حثنا عليها ديننا الحنيف: 1 - على الشباب أن يعرف دينه ويتمثّله في سلوكه وعمله ويكون على قناعة تامة به ولا يلتفت للحاقدين والمشككين ويعلم أن دينه أفضل دين وأن كل ما سواه زور وباطل. 2 - على الشباب أن يعلم أن أمته خير أمة وأن الخيرية ثابتة لها ما دامت متمسكة بدينها، ويعلم أن أمته بقيت دهراً طويلاً رائدة للعالم. 3 - على الشباب أن يعرف ما لوطنه وولاة أمره من حقوق؛ فهو بلد الإسلام الذي ولد فيه وعلى أرضه نشأ وأن عليه لولاة أمره الطاعة بالمعروف وأن يحذر أن يكون آلة يستخدمها الأعداء لهدم الأمة من داخلها والإفساد في الوطن. 4 - على الشباب أن يكونوا حذرين من الأفكار الهدَّامة حتى لو كان ظاهرها الإصلاح فلا تقبلوا فكرة إلا بعد عرضها على كتاب الله وسنَّة رسوله والعلماء الربانيين حتى لا يقعوا فريسة في أيدي دعاة الباطل. رحم الله الفقيد الشاب معاذ وأسكنه فسيح جناته وجمعنا به في مستقر رحمته، وصلى الله وسلم على محمد، والله الموفّق.