حين يلوِّح الليلة النجم الكبير محمد الدعيع بيده مودِّعاً الجماهير الرياضية والملاعب، فإنّ الجميع سيبادله التحية تقديراً وعرفاناً بما قدّمه للوطن ولرياضة الوطن من إنجازات بمختلف الأشكال والألوان.. سيتذكّره أهل حائل ومنسوبو الطائي خاصة، فقد كان رمزاً واسماً تاريخياً للمنطقة وأهلها.. سيتذكّره الهلاليون وكيف كان يمثل ثقلاً في فريقهم الذي ساهم بقيادته لكل البطولات.. ستتذكّره الجماهير الرياضية وستتذكّر معه كأس العالم للناشئين وكأس العرب وبطولات الخليج وآسيا ونهائيات المونديال التي وصلنا لها بمساهمة من النجم الكبير.. والدعيع، وبحسب الإمكانيات التي يمتلكها والإنجازات التي ساهم بتحقيقها، هو أهم لاعب في تاريخ الكرة السعودية، فالإنجازات الكبرى التي تحققت كان له دور رئيسي فيها... ففي كأس العالم للناشئين (1989م) صدّ ركلة جزاء أثناء المباراة ومنتخبنا متأخر 1-2، ومن ثمّ تألّق في ركلات الترجيح لنفوز بالكأس للمرة الأولى، وقبلها كان قد قاد منتخبنا في نصف النهائي أمام نيجيريا، وعن طريق تألُّقه في ركلات الجزاء وصلنا للنهائي، ومثلها فعل في نهائي آسيا 1996م في أرض الإمارات، وقدّم التألُّق نفسه في تصفيات المونديال الأربعة، فقد كان النجم الأهم والأبرز، أما في الطائي ثم الهلال فقد كان النجم القدوة في مستواه وتعامله وبساطته، وإذا كان قد نجح في وصول الطائي لنهائي الكأس، فقد ساهم مع الهلال ب 18 بطولة كان خلالها نجماً لا يشق له غبار، بل إنني أرى أنّ تألُّق حراس الهلال الحاليين جاء لأنهم استفادوا من مزاملة الدعيع المدرسة في تعامله وهدوئه وتعاطيه مع المنافسات والمنافسين.. مهرجان الليلة هو رسالة للجيل الصاعد، فالوفاء لمن يستحق الوفاء والتقدير لمن رفض ذات يوم خذلان أهله وناسه في الطائي، واشترط حصولهم على حقهم قبله وهذا ما فعله الرجل محمد الدعيع. شكراً للعملاق على كل ما قدمه والكرة السعودية تنتظر من عائلة الدعيع أن تقدم عملاقاً آخر من عينة محمد.. الرياضة السعودية لن تنسى لمحمد أنه كان ابناً باراً لوطنه ولرياضة وطنه التي وصل معها لكل ما يتمناه أي مبدع كالدعيع..